لغة الضاد في خطر

بقلم / مها خالد العزيز  

أفتخر بكوني عربية من وطن عربي مهبط الرسالة والوحي ولغتي هي لغة القرآن.
عشقت لغتي العربية ، بفصاحتها وسلاستها وبكل معانيها مع تمكني بالتحدث بلغات أخرى إلا أن لغتي الأم ، لغة الضاد ظلت تاج على رأس كل لغة ولما لا تكون كذلك وهي الأساس الروحي والصلة التي تربطنا مع الله.
فالقرآن نزل باللغة العربية وصلاتنا وأدعيتنا كلها باللغة العربية .
ومنذ سنوات قريبة بدأ ناقوس الخطر يدق بشدة في حصن اللغة العربية لغة الضاد الحبيبة وذلك بسبب مسمارين شديدي الخطورة أحدهما إنتشار
لغة دخيلة بين الشباب وتداولها بينهم وهي اللغة العامية الشبابية والتي حرفت مفردات اللغة العربية إلى مفردات مغايرة تماما لمعناها الحقيقي ولا يخفى على الجميع تأثير ذلك سلبا على اللغة حيث أن إنتشار ذلك التغير أدى الى نسيان الكثيرين لمعاني الكلمات الحقيقية وخاصة في فئة الشباب الذين هم عماد ومستقبل الأمة وإن لم يتم التنبيه على ذلك ووقف دق هذا المسمار ستأتي أجيال قد لا تستطيع فهم مفردات اللغة العربية بمعانيها الحقيقية لأنها قد تكون تربت أو تداولت بكثرة اللغة العامية بلهجاتها ومعانيها المختلفة تماما عن المعاني الحقيقية وعلى سبيل المثال لا الحصر أورد هنا بعض الأمثلة للكلمات الشهيرة المتداولة بين الشباب ومعناها لديهم ومقارنة ذلك بأصلها في المعجم فمثلا كلمة ( جامد )بالمعجم العربي هو الشيء الصلب او الثابت و(جامد) و بقاموس العاميةً لدى الشباب هو الشيء فائق الجمال ، فشتان بين المعنيين وكذلك كلمة (هطف) مثلا تعني بالمعجم العربي صوت اللبن عند حلبه ولكن معناه لدى الشباب هو الشخص شديد الغباء ، وكلمة الشوربة مثلا والتي تعنى بالمعجم العربي المعاصر بأنها حساء غذائي ولكنها لدى الشباب بمعنى الشيء السهل جدا
ومن الكلمات الشهيرة أيضا لدى الشباب كلمة دافور حيث تعني بالمعجم كنوع من أنواع أجهزة الطبخ و لكنها لديهم تستخدم كمدح وإطراء وتقال عندهم للشخص المتفوق دراسيا شاب كان أو فتاة هذه كانت بعض من أشهر كلمات المتداولة بين الشباب بمعانيها المغايرة حيث يعتبر
تحريف المعاني للكلمات حسب الأهواء وتداولها وانتشارها هو كمحاولة دق مسمار الخطر في حصن اللغة وهذا خطر جدا على استمرارية أي لغة فذلك يعتبر المسمار الأول أما المسمار الاخر الذي دق أيضا بشدة في حصن اللغة العربية خلال السنوات القريبة وهو مسمار اللغة (المعربنة)
أي اللغة العربية المهجنة مع لغة أخرى والتحدث بلغة عربية مكسرة غريبة تزاحم اللغة الاجنبية بحروف تنطق من غير مخارجها الاصلية رغم الأصل العربي ربما يراه البعض نوعا من التطور والرقي وهم يتباهون بأولادهم وهم يتحدثون اللغة الأجنبية بطلاقة ولغتهم ألأم لا يحسنون نطقها فأي فخر هذا الذي ينسيك أصلك وإلى ماتنتمي ويطمس هويتك؟
كيف لهذه الأجيال أن تشعر بالانتماء لوطنها وهي كالغريب لا تحسن لغتها في وطنها، أشعر بالحزن وأنا أفكر بهؤلاء كيف لهم أن يحسنوا قراءة القرآن إن لم يعرفوا قواعد اللغة العربية ويجيدوا مخارج الحروف منذ صغرهم.
أرجو أن يصل مغزى المقال إلى كل أم وأب وإلى كل مربي ومربية لغة الضاد في خطر إن لم نهتم بها وإن لم نعود أولادنا ونحادثهم بلغة عربية صحيحة فلنعزز الإنتماء كوننا من أهل اللغة ونفخر فيها ونعزز حبها في قلوب أطفالنا ونشجع الشباب على فهم الصحيح وتصليح المعنى وأن ينشروا الصحيح ولنمنع كل لفظ غريب ودخيل يدخل بلغتنا ويحاول طمس هويتها لا مانع أن نتعلم ونعلم أولادنا ونشجعهم على تعلم اللغات المختلفة بشرط أن يعتزوا بلغتهم الأساسية اللغة العربية ويجيدوها إجادة تامة وأن يجعلوها بالقمة فهي فخر لنا وتاج على رؤوسنا.
دمتم بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى