متكأ قلم .. تشافي الروح

بقلم / ابتسام الزهراني  

الاستقرار العاطفي والروحي يلعب دوراً هاماً على الجسد ,لذلك يجهل الكثير منا تأثير الحالة العاطفية والروحية على الصحة الجسدية وكيفية العناية بها.
والسؤال هنا :ما هي علاقة تشافي الروح على الجسد؟
أثبتت الدراسات العلمية والنفسية بأن الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية وعاطفية هو شخص سيعاني دائماً من ظهور مشاكل جسدية على المدى البعيد, لأن ولاشك فيه الإجهاد النفسي والعاطفي الناجم من ضغوطات الحياة اليومية سيضعف من مناعة الجسد وتٌنذر بظهور الأمراض المزمنة ,و أمراض القلب والأوعية الدموية لذلك الاعتناء بالحالة الروحية المتوازنة يحمي الإنسان من الأمراض , ولو كل منا فكر جلياً بأهمية الاطمئنان على صحته الروحية وأدرك أهمية الحفاظ على استقراره العاطفي لاستطعنا تجنب كثير من المشاكل الجسدية والاضطرابات الروحية.
وعليه لابد أن نٌدرك بأن تأثير الوضع النفسي الإيجابي الذي يتمتع به الشخص المتوازن صحياً سينعكس دائماً على علاقته بجميع أفراد المجتمع عامة وأسرته خاصة ,وستستمر حتماً تأثيراتها الإيجابية على علاقاته الاجتماعية
ومع تتبع حالات واقعية نجد الأثر النفسي على علاقاته الاجتماعية فيظهر لنا من خلال التعامل اليومي مع مثل هذه الشخصيات , وابرز علاماتهم( الحسد والغيرة المرضية و شدة التذمر وعدم رضاهم عن وضعهم الاجتماعي , محاربة نجاح الأخرين ,وللأسف علاقتهم بمن حولهم لا تدوم طويلاً بسبب ضعف الثقة بأنفسهم وأمراض كثيرة تملأ قلوبهم ) .

لذلك لابد لنا من البحث عن الطرق التي سوف تٌساعد على زيادة استقرارنا الروحي وتحسين حالتنا الصحية الروحية ,لأن ذلك سيحمي الجميع من الأذى الجسدي والصحي.
وهنا طرق لتشافي الروح واستقرارها من واقع تجربة شخصية :
*-العناية بالحالة الصحية وعدم إهمال عوارضها حتى ولو كانت بداياتها بسيطة و مع متابعتها مع اهل الاختصاص.
*- من أهم الطرق للمحافظة على الصحة الروحية عدم تجاهل حاجة الجسد للغذاء الصحي وتناول الاطعمة المغذية والمفيدة للصحة .
*- الحفاظ على الصحة الروحية و العاطفية عن طريق الابتعاد عن اماكن أو اشخاص قد يكونوا سبباً في الضغط النفسي والبحث عن الأماكن المريحة نفسياً والاشخاص الايجابين فقرب أمثالهم سبباُ لتشافي الروح
*- عدم كبت الغضب والحزن وتفريغ ذلك بالصلاة أو الافصاح عن المشاعر عند من هم على قدر من الثقة وليس لكل عابر فقد تأتي بشكل عكسي عليك نفسياُ.
*- من العوارض الصحية فقد تشعر الروح بالضيق والملل فتحتاج للرفاهية لذلك لابد من الترفيه الإيجابي للنفس من وقت لأخر.
*- ممارسة الهوايات المحببة إليك , فالقيام بما تٌحب من أنشطة أو غيرها يساعدك على الاسترخاء والقدرة على تحمل الضغوطات اليومية
ومن افضلها بنظري ( الكتابة) فتفريغ المشاعر والأفكار السلبية بالكتابة من الطرق المناسبة للصحة الروحية الايجابية .
*- أثبتت الدراسات العلمية والطبية أن القيام بالتمارين الرياضية ومنها المشي ولو لبضع دقائق في الهواء الطلق يساعد على تحسين المزاج وزيادة الصحة الروحية والعقلية للإنسان.

*- ومن أهم الأركان التي تحافظ على السلامة الروحية هي قوة الصلة بالله ,فالمؤمن بربه يؤمن بان الاختلال الروحي سببه ضعف الصلة بالله والايمان بأقداره خيرها وشرها ,فإذا قويت هذه الصلة انزل الله على عبده الطمأنينة وسكينة الروح وتشافي الروح .
ومن أقوال ابن القيم (رحمه الله )التي لخصت لنا طرق الوصول للحالة الروحية والجسدية المتوازنة مقولته التي أرى أنها تصف العلاج الناجع لكل الأمراض الروحية والجسدية .
«في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله.
وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله.
وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وصدق معاملته
وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار إليه.
وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً»).

‫2 تعليقات

  1. طرحتي فأبدعتي
    دمتي ودام عطائك استاذتنا المتألقة
    دائماً بأنتظار جديدك الشيق

  2. نورتي بمرورك يالغالية وانارت كلماتك المحفزة قلبي
    لاعدمت وجودك بقرب قلبي ?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى