لايستطيع أحد أن يؤذيك

بقلم / إلهام الجعفر الشمري  

حتى لا يؤذيك الآخرون وتصبح مطية الصورة النمطية كضحية . حتى لا يكون أذى الآخرون لك جزء من هويتك . حتى تفرغ من قصة الإحساس بالظلم الملوثة لكل قطعة من مشاعرك. تشجعنا الرغبة في الوقوف مجدداً لنختار الطريق الأقصر لنحمي أنفسنا. أو على الأقل لنكف محاولات الآخرين في الصعود على أكتاف طيبتنا وعطاءنا ، بات من المهم أن يكون هناك استراتيجية للتخلص من الاستسلام لفكرة أنك تحت طائلة الأذى وأن الآخرون يتباسطون في التعامل مع حقوقك.
لعل من المهم أن تقف مع نفسك وليس أمامها. تذهب أسألتك نحو طريق سالك اسمه القيمة الذاتية والحقوق . الحقيقة التي ستفرض نفسها في ذلك الوقت أن احترامك لتلك القيم والحقوق سيقودك للوعي بدورك في التعامل مع تجاوزات الآخرين وتقدمهم الدائم للأمام ليقطعون سبيل راحتك .
أن يكون هناك حديث مسالم مع الذات ، يتحرى كل نقاط الضعف ويفتح جروحها دون خوف . فأفضل الوسائل لاختراقك تكون من نقاط ضعفك وهذه ليست بالحقيقة الجديدة. نقاط الضعف ليست هي مكمن الألم بل التمادي في جعلها تمتص طاقتك هو الأهم والأخطر. تعلم بأن هناك خطوط مفتوحة مع الآخرين ويمكنها أن تجعلك قادراً على اتخاذ قرار مهم بالوقوف لنفسك وحقوقها، والشئ الوحيد الذي قد يثنيك عن تلك الخطوط هو خضوعك أمام لحظات الغضب ، أو اكتناز الألم دون فعل شيء حياله ، أو السماح لبعض الأفواه أن تقتنص حقك في أي أمر، أو التأخر في الوعي بالحقائق من حولك ، أو التباطؤ في سلوك فعل مضاد لما يلحق بك من أذى .
الأذى النفسي شيء يمارسه البعض ببراعة وأحياناً دون إدراك . يتمادون في دفعك لاتخاذ قرارات لم تكن يوماً تريد أن تقوم بها، لكنك تفعل لأن روحك اكتفت من الضرب المبرح لقواك الداخلية والتي تعمل غالباً في صمت ظاهر وانفجار داكن .
لاشىء يمكن أن يصل بك إلى مستوى من الامتياز في التغلب على ما يؤذيك سوى التخلي عن التمسك بفكرة أو أفكار ظننتها ذات قيمة في وقت ما . قولبة الفكر وانعكاس الأمور في داخلك قد يكون جزء مهم من عملية الشفاء، لأنك كلما ظللت قابضاً على الصور القديمة التي كنت تعتقد أنها الطريقة الأفضل للعيش وثبت العكس ، ستظل قابعاً في زاوية الأذى التي سيقيم بها الآخرون مراسمهم لإحباطك فقط لأنك منحتهم الفرصة.
الدوران حول فكرة الخوف من القيام بالخطوات المهمة يؤخرك لذلك اسأل نفسك متى بادرني الإحساس بالوجع ..؟ هل حان الوقت لأقف مع نفسي ؟ هل يستحق الوقت الذي أبذله في احتواء الهم ؟ من الإنسان الوحيد الذي تتسبب في إيذائه … أليس أنت ؟ تلك اللحظات التي تسممها بفكرة الضيق والكره أليست لحظات صالحة لأمور أجمل تستحقها في حياتك؟ مثل ماذا ؟… هل يمكن أن تعدد وبقوة تلك الأمور ؟
خلق الأسئلة الصالحة مورد للتصالح مع النفس، خاصة وأنت ترى رزمة الأشخاص الذين آذوك يعيشون ولا يبالون بما تعانيه. لا أحد سيكون قادراً على الإجابة عن تلك الأسئلة ومحاورتها سواك. لهذا اطمئن.. أنت قادر على علاج ما علق في نفسك من أوساخ ومحو تلك السخيمة من قلبك . خذ قرار واضح … لا تسمح لأحد أن يدخل من نافذة أنت نسيت وتركتها مفتوحة لسنوات. افعل ذلك وأنت تدرك بأن أصحاب الأذى في نعيم حياتهم ماضون لايتطلعون ولا يفهمون ما تمر به، وإلا لا تتخذوا موقفاً تجاهه. هم أيضاً لم يروا الجزء الشجاع منك القادر على حماية نفسه. هم لا يكترثون بما تفكر به لأنهم مقتنعون بمايفعلون بناء على مامنحتهم إياه من صبر لفترة طويلة. ألا يستحق الأمر في رأيك أن تنتصر لنفسك أخيراً وتقلب الصورة لتضع الاطار الذي تريده لها وليس مايريدون هم أن يحلقون به حول سمائك !!
البعض قد يخاف كثيراً من خطوة القفز هذه لعدم ثقة في قدرتهم عليها ، لكن الحقيقة أنك لايمكن أن تسير نحو ذات قوية سوى بذلك النوع من القفز. ستحتاج لوقود من الإصرار والإيمان بنفسك والثقة بالله . وستنجح دون شك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Coachelham6@gmail.com
@elhamaljafar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى