بقيق وإنتفاضة العالم

البعض يتساءل عن حقيقة وقفة عموم الدول الغربية مع المملكة وبالأخص الولايات المتحدة في قضية استهداف إيران للمعامل التابعة لشركة أرامكو وسأحاول بهذا المقال توضيح السبب من النواحي الاقتصادية والتاريخ السياسي الذي دفع كل هذه القوى الدولية لإعلان موقفها الصريح والقوي من هذه العمليات
في عام ١٩٧١م مرت امريكا بفترة عصيبة كادت تودي بالاقتصاد لديهم وهي بعد اتخاذ ريتشارد نيكسون رئيس الجمهورية قرار مفصلي وحساس وهو فصل الدولار عنالذهب وهذا الشيء يجعل من العملة الخضراء أكثر عرضة للاهتزاز والهبوط ولكن عندما احس الامريكان بالخطر بحثوا عن سلعة يربطونها بالدولار كي يحافظ على توازنه فوجدوا النفط هو الأنسب فقاموا بإجراء محادثات مع المملكة العربية السعودية خصوصاً وهي المتحكم الأكبر بالسوق فوافقت السعودية وتمت عملية ربط الدولار بالنفط من ذلك اليوم وأسهمت هذه الخطوة بجعل الدولار هو من يتصدر الاحتياطات العالمية من العملات حتى أصبح أكثر من نص النقد الأمريكي المطبوع خارج حدود الدولة ومنتشر في مشارق الارض ومغاربها
أما في الجوانب السياسية وقفت الولايات المتحدة والمملكة في كثير من القضايا الإقليمية والدولية في نفس الخندق حتى أنهم وقفوا سوياً في ساحة الحرب في غزو الكويت سنة ١٩٩٠م وهناك العديد من بيانات التعاون المشترك في المجالات العسكرية والسياسية وغيرها بين البلدين
سأطرح رؤيتي للموقف الحالي رغم أني لست خبير استراتيجي او عسكري ولكن من باب متابعة مكثفة للمشهد الموجود أمامنا اعتقد بأن الحرب المباشرة مع أيران غير مجدية للجميع بل تفيد أطراف اخرى لأن قوة نظام الملالي تتركز في بعض الدول العربية والتي تتواجد فيها المخالب الحديدية لهذا النظام فكسر هذه المخالب وجعلها في حالة ضعف هو القرار الامثل تضييق الخناق على هذه العصابات وتوجيه ضربات قاصمة لهم سيفيد المملكة ومن يحالفونها وأن نجحت هذه الإستراتيجية سيأكل المنتسبين لهذه المليشيات بعضهم وحينها ستنتقل العدوى للداخل الإيراني وسترى الشعب المهشمة طموحاته بسبب أطماع ولاية الفقيه يحاول الإنتقام من المرشد ومعاونيه ويسقط النظام بأقل جهد ومال وبأقصر فترة زمنية
رسالة للسعوديين ثقوا ببعضكم وقيادتكم وقبل كل هذا ثقوا بالله وأخلصوا النية وستنتصرون على كل من يعادي الدين والوطن