شذرات فكرية .. لون العشب أزرق

اختلف قرد مع حمار على لون العشب
فقال القرد: أن لون العشب أخضر.
وقال الحمار: أن لون العشب أزرق.
فبعد نقاش حاد واختلاف اتفقا أن يحتكما إلى الأسد الذي بدوره حكم للحمار وطرد القرد من الغابة .
وقال له : كلنا متفقين على أن لون العشب أخضر ولكن عاقبتك على أنك ناقشت الحمار . انتهى
كلنا لنا وجهة نظر في أمر ما قد اتفق معك عليه أو أختلف قد تكون نفس نهاية حقيقتك ونقطة التقاء فكري وفكرك في مطاف النتائج كالعمليات الحسابية التي تعلمناها منذ الصغر طرق متعددة لحل المسألة الواحدة والناتج مخرج واحد في الأخير .
أن كثيراً من الاختلافات في وجهات النظر إنما يعود إلى قناعات أو مفاهيم خاطئة أو ناقصة لبعض القيم الإنسانية. كما يعود إلى طريقة التفكير النمطي الذي يعطي الأفكار والأشخاص والمواقف أحكاماً مسبقة تقيم على أساس من الثوابت النظرية والرؤية الشخصية. يجب تدريب الناس حتى يتجنبوا المزالق التي تودي بهم إلى صراعات غير مثمرة، وأن يتجنبوا الخضوع والإذعان لتحكم الآخرين بهم، وأن يكتسبوا من القدرات ما يمكنهم من الحوار المثمر ومن بناء علاقة تعاون بناءة مع الآخرين آخذين مفهوم المصلحة خطاً جوهرياً. أهمية التفاوض في مواقف الخلاف والصراع غالباً ما نخضع لانفعالاتنا وارتكاساتنا وننسى تحقيق مصلحتنا، نتعارك مع الآخر ونحاول بشتى الطرق إقناعه بوجهة نظرنا. والتفاوض إن وجه نحو التعاون هو خير طريق لتجنب الوقوع في معارك هدامة أو في خضوع أو تهاون. إن النقاش الجاد الشجاع للقضايا الصعبة المعلقة بين الأفراد والجماعات هو وحده كفيل ببناء الأمن الحقيقي وتشييد أواصر الثقة. فالخلاف ليس منبعاً بأشكال العراك والحرب بين الناس، بل ينب ذلك من أسلوبهم في حل الصراع. إن تجنب النقاش والحوار حول الخلافات الحادة والصغيرة يتسبب في تحول أسلوب التفكير عن الواقعية والمنطق نحو جوٍ مغلق من الخيالات والأوهام التي قد تكون أشد خطراً وضرراً من الوقائع الموضوعية والأفكار والمواقف التي يحملها الطرف الآخر.
الحقيقة التي يجب أن نقر بها أننا بشر وأننا نزل ونصيب ونخطئ ونصحح وننصح ونتفق ونختلف على وجهات نظر قد تكون لدى كل منا قناعة بصوابها وقد توافق واقع يلزمنا احترامه وظروفا يلزمنا مراعاتها وقاعدة لو كنت مكانه ماذا أنا صانع قاعدة عظيمه . فلا يهزنا كبر ولا تهزمنا عنصرية ولا تسيطر على فكرنا الانا ومابعدي الطوفان ونضع انفسنا مكان الطرف الأخر ونبرز حسناته وندونها ونضع سيئاته ونبررها ، من هنا يكون العدل والانصاف للنفس بتسييرها في طريق الحق لا الظلم قبل إنصاف الطرف الاخر .كثير من الناس قد يحمل بين جناحيه الحقيقة ولكنه يضطر أن يرقد على الحقائق كما ترقد الدجاجة على بيضها حتى يفقس وترى النور صغاره ولا ويئد فراخ الحقيقة قبل وقتها لا ضعفا في الحوار والتفاوض ومقارعة الحجة بالحجة وإنما مللا وهروبا من التبرير والتوضيح والاقناع وهذه مرحلة خطرة وناقوس انذار لهلاك الود .وقد يرى الطرف الأخر بإن صمت خصمه ضعفا وأن عدم رده إقرار و أنه نسر وأن الحق بقوة رفرفة جناحيه وشدة ضربات منقاره على راس الحق الصامت .
وأخيرا وليس أخرا :
قد نختلف ولكن لا نفترق
قد نختلف ولكن لا نحقد على بعضنا بعضا
قد نختلف ولكن لا نتكلم على بعضنا بعضا
قد نختلف ولكن لا نجرح بعضنا بعضا
قد نختلف ولكن لا يقصي بعضنا بعضا
قد نختلف ولكن لا نقتل بعضا بعضا
هل من الممكن ان نختلف ونتعايش
هل من الممكن ان نختلف ونحب بعضنا بعضا
هل من الممكن ان نختلف ونتعاون فيما نتفق فيه
ارجوا الا يتحول اختلافنا في الاراء الى حقد وضغينة وجروح ويبقى الاحترام والحب والتعاون بيننا فيما اتفقنا فيه ونحترم اراء بعضنا البعض في الاختلاف. ودمتم في مودة واتفاق ووفاق .
فعلا الاختلاف لايفسد للود قضيه
جميل أن نتناقش ان ننصح نصحح
لماذا لانتقبل الأراء والنصيحه نأخذ
مايناسبنا ونترك مالايعجبنا
تحياتي استاذه هاجر
حياك الله أ/ نفود وجميل الود كمرهم يشفي جرح الاختلاف .شكرا لمرورك الكريم