الوجه الآخر (القناع المزيّف)

أيها القارئ الكريم :
*كما نعلم أن الوجوه التي تختفي وراء الأقنعة : وجوه متصنعة ، مزيّفة ، رأي متضارب ، بلا حكمة ولا تدبير ، مع ألسنة لاذعة* .

مع العلم أن جدار ذاك القناع آيل للسقوط والإنتهاء لامحالة فهو غير ثابت .
فمالذي يكشف تلك الأقنعة المزيّفة ؟
تكشفها الأيام والمواقف فبعدها يحصل جرد وتصفية لأصحابها والتخلص منهم.

فمثلًا : ذاك الصديق كم دامت صداقته وكم كان فيها من الأحاديث والأفراح والأحزان والوقفات والأيام التي انقضت والمواقف .
لكن انقلب الصديق وأظهر وجهه الآخر بكل براعة، بموقفٍ حصل أو حديثٍ دارجٍ انتقل
*فلا خير في صحبةٍ أولها مصالح وخبث ووجه مختبئ وآخرها قناع مزيّف يسقط بأول موقف*

فقط لأنه لبس القناع وظهر وكأنه الصادق المخلص وداخله الكاذب الغاش ،المليئ بالبغض والخذلان.
وقِس على ذلك في شتى مجالات الحياة من تعدد تلك الوجوه .
فصاحب الوجه المزيّف : لاثقة ولا مصداقية وعنده حب الأنانية .

أيها الكريم:
الوجوه المزيّفة وسيلة للخداع وسلاح فتّاك فتك بالكثير الكثير مِن مَن لايحذر ولاينتبه ، فحاذر!!

لقد أخفى المسكين عنوانه، وذاته، وجمال نفسه، وهويته ،ووجهته، خلف سراب قناعٍ وهمي يوهم غيره ويخدعه وإنما لايخدع إلا نفسه ويظلمها ويظلم غيره .

انتبهوا من تلك العقول المريضة والوجوه المغلّفة والمزيّفة بإعمال العقل الذي هو مرآة الإنسان وتمييزه *فميزنا الله به وأكرمنا*

الدنيا تدور وسيسقط وجهٌ وقناع وسيسقط أصحابها فيتبيّن لك ماعينك غفلت عنه فكن يقظًا .

لاتحجب جمال حقيقتك بقبح التزييف فقف في وجهه واصرخ لن أكون خادعًا مزيّفًا لاأساوي شيئ .

ولا تعش ظلام الزيف الأبدي وأنر حياتك بنور الوضوح والحقيقة .
-لاتعش متاهات الوجه الآخر فلن تصل لوجهتك.
-فبالوجه الآخر لن يظهر حتى اسمك.

أخيرًا قرّاؤنا الكرام :
أجمل شيئ عندما تكون بذاك الوجه الحقيقي مذ خلقك الله ، وجه يعرفه الناس ويشرق بالخير والرضا .
فلا تكن مع الذين تعددت وجوههم في زمن لبس الأقنعة .