لنحلق برحلة حب .. ولنحب أنفسنا

بقلم / مها العزيز  

كيف لي أن ..أحب نفسي؟
لقى مقالِ السابق ( السياحة الداخلية في أعماق النفس ..التأمل الذاتي ) استحساناً من القراء وتواصل البعض معي بالخاص لإنهم إستفادوا من الموضوع وجعلهم المقال يشدوا رحالهم الى رحلة تأملية من نوع خاص ، لذا قررت أن يكون مقالي لهذا الاسبوع كتكملة في موضوع هام للجميع وهو ( حب الذات) .
حب الذات وهو المصطلح الذي يُعبر عن حالة التقدير لنفسك والذي يجعلك تنمو وتتطور من خلال ممارستك للأعمال التي تدعم نموك جسدياً ونفسياً وروحياً ويصل الشخص فيه الى مرحلة يتقبل فيه نقاط ضعفه، ويتعامل مع نقاط قوته بشكل أفضل .
كما أنه لا يلتفت كثيراً لنواقصه بل يُركز على تحقيق أهدافه ليصل إلى النجاح .
ماهو حب الذات وكيف تحب ذاتك ونفسك ؟ في هذا المقال ستحلق فيى الرحلة الثانية لتتعرف على ذاتك وتحبها ، فالحب شعور سامي نشعر به تجاه كل من نحبهم والأشياء التي نحبها وفي زحمة المشاعر ننسى أو نتناسى شيئاً مهماً وهو حبنا لنفسنا ، لشخصنا ، وكيفية إسعادها وتدليعها ، فكيف لك أن تنشر السعادة وتهديها لمن حولك وأنت محروم من أن تشعر بها لنفسك فكيف للمحروم أن يعطي شيئاً لايملكه؟
لتعزيز حب الذات يجب أن تستعلم عن نقاط قوتك وتعززها لأنها ستزيد من ثقتك بنفسك وبالتالي ترفع هرمون السعادة لديك والتفكير الايجابي يعزز هذا الجانب فمحبة النفس مهمة لنيل النجاح المنشود في الحياة وهي البداية الصحيحة لكل أنواع النجاحات، فمن المهم أن تفرح لنفسك وتعزز ذاتك وتقدر جهدك بنفسك لتستمر في النجاحات والعكس عدم تقدير الذات يؤثر سلباً على النجاح ويسلب السعادة الذاتية ويسبب احباطاً للشخص .
ومن المهم التفريق بين تقدير ذاتك وإعطائها قدرها من الاهتمام والحب وبين الغرور والأنانية أو النرجسية فحب الذات المقصود هنا هو الحب الذي يبني النفس الناتج عن تقديرها بالحق الذي يلزمها أما الغرور هو ليس بالحب أساساً هو شعور نابع عن شخصية غير سوية وقد ينتج عن تراكمات نفسية لدى الشخص قد يكون أحد أسبابها عدم تقبل أو تقدير المجتمع للشخص الذي يصيب بعدها بعارض الغرور كردة فعليه للمجتمع .
وبجانب الغرور تظهر صفات أخرى على الشخص الذي فقد محبة نفسه وذاته ،كالانطوائية،الخوف من التعامل مع الآخرين، إرهاق النفس لإسعاد الآخرين ، عدم تقبل النقد.
فلنعلم إن محبة النفس لا تولد مع الإنسان ، بل هي مكتسبة من تجاربه في الحياة والتحديات والمشكلات التي واجهها في حياته .
وأود التذكير بأن الثقة بالنفس هي نتيجة لمحبة النفس، وبالتالي من لا يحب نفسه  فإنه يفتقد الثقة بنفسه كذلك. .
كيف يمكنني أن أحب نفسي؟
١/ الحديث الإيجابي للنفس بأنها غالية وعزيزة كأن أقول لنفسي وأحادثها :” أنا أقدرك، أنا أحبك وأنتي رائعة وتستحقي مني كل الحب والاهتمام “.
٢/ اجنبها الحديث المحبط واتهامات النقص والضعف وأعزز القوة فيها وأشجعها على الاستمرارية مهما كانت الصعاب.
  ٣/ محبة النفس  اساس من اساسيات تحقيق الذات . وقدذكر العالم النفس الأمريكي ابراهام ماسلو محبة النفس من ضمن سلم الحاجيات. و وصف شكلين مختلفين من محبة النفس: نيل الاحترام من قبل الآخرين، و تقدير الذات .
٤/ اتخذ قراراتك ولاتسعى الى أخذ آراء الآخرين أو موافقة الآخرين إلا بعد معرفتك بما تريده أنت.
٥/ إعتمد على نفسك في إدارة شؤونك الخاصة ولاتعتمد على الآخرين فأنت تعلم بحق حاجتك وسعادتك.
٦/ استعدادك لإصلاح أخطاءك والاعتراف بها دليل على قوتك وثقتك بنفسك .
٧/ لاتلقي بالاً بمن ينتقدك سلباً ويحاول أن يسبب لك الضوضاءِ ليسلبوا ثقتك ، وأبعدهم عن حياتك.
٨/ رحب بالنقد البناء وانهمك في تحقيق ذاتك وأهدافك لتنال سر النجاح وتصل قمته.
 وهكذا حلقنا في رحلة جميلة لحب الذات والنفس ولأن نعطيها حقها من الاهتمام .
تسعدني مشاركاتكم وتعليقاتكم فهي وقود الكاتب ليستمر في الكتابة البناءة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى