أخبار دولية

أوكرانيا تستدعي الاحتياط وتسلّح المدنيين

درة - وكالات :  

بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم منطقتي لوغانسك ودونيتسك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، تواصل، اليوم، القصف على خط الجبهة بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من موسكو، بينما اتخذت كييف مجموعة قرارات شملت إعلان حالة الطوارئ، واستدعاء قوات الاحتياط، بالإضافة إلى دعوة مواطنيها لمغادرة روسيا فوراً، وكذلك إجازة حملهم السلاح، في وقت تتابعت العقوبات على موسكو، وسط تحذيرات غربية من أنها عازمة على غزو شامل لأوكرانيا، قد يشمل اقتحام كييف.

أصدر الجيش الأوكراني أمراً بتعبئة جنود الاحتياط، مبيناً أنه قد يترتب على رفض الالتحاق من دون سبب وجيه «عقوبات إدارية وجنائية».

وتابع: «سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاماً.. الدعوات ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد»، تطبيقاً لمرسوم أصدره الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

يشار إلى أن لدى أوكرانيا أكثر من 200 ألف جندي احتياط، بالإضافة إلى 250 ألفاً من القوات المسلحة النظامية.

من جهته، صوّت البرلمان الأوكراني بالموافقة في قراءة أولية على مشروع قانون يسمح للأوكرانيين بحمل الأسلحة النارية للدفاع عن النفس، بسبب «التهديدات الحالية والمخاطر على مواطني أوكرانيا».

وقبل ذلك، أعلنت حالة الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد، باستثناء دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

كما دعت أوكرانيا مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن. ويعيش ثلاثة ملايين أوكراني في روسيا.

قصف مستمر

ميدانياً، شهدت الجبهة شرقي أوكرانيا قصفاً عنيفاً أدى إلى مقتل جندي أوكراني وإصابة 6 آخرين، ومدني في قرية نوفولوهانسكي، إثر سقوط قذيفة على منزله، بينما اتهم الانفصاليون الجيش الأوكراني باستخدام صواريخ غراد، لأول مرة منذ 4 أعوام لقصف حي كييفسكي شمالي دونيتسك، القريب من خط التماس.

وفي ما يتعلق بالتحشيد، أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية انتشاراً جديداً لنحو 100 مركبة عسكرية روسية على حدود بيلاروسيا مع أوكرانيا، إضافة إلى ناقلات للمعدات الثقيلة ومستشفى ميداني غربي روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا، وذلك وفق ما أكدت شركة ماكسار الأميركية.

وأعلنت روسيا بدء إجلاء الموظفين من جميع مقرات بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذا القرار تم اتخاذه بسبب التهديدات الموضوعية لسلامتهم.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس: إن هناك «احتمالاً كبيراً» بأن يشن الرئيس الروسي غزواً شاملاً على أوكرانيا، ويهاجم العاصمة كييف، بينما قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن بلاده ستقدم مزيداً من الدعم العسكري لأوكرانيا، بما يشمل أسلحة دفاعية فتاكة.

وذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن بوتين «أعلن بشكل ما إلغاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة».

بداية الغزو

من ناحيته، أفاد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر إعطائه أمراً بنشر قوات روسية في لوغانسك ودونيتسك، ثم ادعائه أن لديهما أراضي أوسع من تلك التي اعترف بها «يخلق ذريعة للسيطرة على مزيد من الأراضي عن طريق القوة. إنها بداية لغزو أوكرانيا من قبل روسيا».

وشدد بايدن على أنه سيتم الدفاع عن كل شبر من أراضي «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، مشيراً إلى أنّه أعطى الضوء الأخضر لإعادة انتشار القوات الأميركية في دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، تشمل إرسال 800 جندي مشاة، وما يصل إلى ثماني طائرات «إف-35» المقاتلة.

وأعلن بايدن حزمة أولى من العقوبات على روسيا، مضيفاً: “سوف نقوم مع حلفائنا بتشديد العقوبات حال إقدام روسيا على التصعيد».

وترك الرئيس الأميركي نافذة للحوار، قائلاً إن بلاده منفتحة على الدبلوماسية في التعامل مع روسيا، معتبراً أنه لا يزال هناك الوقت لتجنب السيناريو الأسوأ.

تفكيك الشبكة المالية

من جهتها، أفادت وزيرة الخزانة جانيت يلين بأن الإجراءات تبدأ عملية تفكيك الشبكة المالية للكرملين وقدرته على تمويل النشاط المزعزع للاستقرار في أوكرانيا وحول العالم.

وفي وقت سابق، علقت ألمانيا مشروع «نوردستريم2» مع روسيا، كما فرضت بريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان وأستراليا ومجموعة السبع عقوبات على روسيا، بينما أعلنت الصين أنها لا تعتزم فرض عقوبات على روسيا.

ومع تتابع العقوبات من قبل دول عدة على بلاده، أكد بوتين أن بلاده مستعدة للبحث عن «حلول دبلوماسية» للأزمة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن مصالح روسيا وأمنها «غير قابلين للتفاوض».

وفي كلمة متلفزة بمناسبة يوم المدافع عن الوطن، قال: «لا يزال بلدنا منفتحاً على الحوار المباشر والصريح لإيجاد حلول دبلوماسية لأكثر المشكلات تعقيداً، لكن مصالح مواطنينا وأمنهم غير قابلين للتفاوض بالنسبة لنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى