الخفجي وحكايتها مع البترول والغاز

تكبير الخط ؟
مدينة الخفجي تلك المدينة الواقعة بأقصى الشمال الشرقي للمملكة العربية السعودية، وتطل على الخليج العربي، وتقع في الشطر الجنوبي من المنطقة الشرقية، لم تكن سوى كثبان رملية من الرمل الأبيض (الكدش) وأرض سبخة، حتى أراد الله أن تتغير تلك المنطقة الساحلية التي تكثر بها الأحراش من الغصب وأشجار الطرفا والطلح والسدر إلي مدينة صناعية بترولية، فبدأت حكايتها بالخمسينات ميلادية وبالتحديد في فبراير من عام 1957، قام السيد ياماشيتا بإجراء أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية للحصول على امتياز نفطي، وعقد مفاوضات حثيثة مع كبار المسؤولين في الحكومة السعودية، استجابت الحكومة السعودية بشكل إيجابي ووعدت بالنظر في طلب الامتياز، وقام السيد ياماشيتا بتأسيس شركة الزيت العربية المحدودة.
تحرك سعودي-كويتي
وفي يوليو من عام 1957، تم تكليف السيد ياماشيتا لإجراء مفاوضات نيابة عن المالك، المملكة العربية السعودية، وتم إرسال وفد إلى الكويت في ذلك الوقت للحصول على تحرك سعودي-كويتي بشأن اتفاقية الامتياز في المنطقة المحايدة المقسومة بين الدولتين الشقيقتين.
اتفاقية الامتياز السعودية
وفي ديسمبر 1957، تم اختتام المفاوضات بتوقيع اتفاقية امتياز بين الحكومة السعودية والشركة اليابانية لتجارة البترول المحدودة.
وفي 10 فبراير 1958، تم تأسيس شركة التشغيل، وهي “شركة الزيت العربية المحدودة”، وعليه، فإن جميع الحقوق والالتزامات المترتبة بموجب ذلك الامتياز قد تحولت إلى شركة الزيت العربية المحدودة من الشركة الأم “الشركة اليابانية لتجارة البترول المحدودة”، وبموجب تلك الاتفاقية، قامت الحكومة السعودية بتزويد الشركة برخصة حصرية للاستكشاف والتنقيب عن البترول خلال فترة لا تتجاوز عامين، ومنحتها امتيازاً لمدة 40 عاماً اعتبارا من تاريخه ، بعد انقضاء فترة العامين المبدئية.
اتفاقية الامتياز الكويتية
وفي 5 يوليو 1958، منحت الحكومة الكويتية امتيازاً إلى شركة الزيت العربية بشأن حصتها في المنطقة المحايدة المقسومة لمدة 44 سنة، بما في ذلك فترة التنقيب والمسح الجيولوجي، وبعد إبرام اتفاقيتي الامتياز أعلاه في عامي 1957 و 1958 على التوالي، بدأت شركة الزيت العربية نشاطاتها في منطقة خور المفتح، التي تبعد 33 كيلو متر عن الخفجي من الناحية الشمالية
وفي عام 1960، وبعد اكتشاف النفط بكميات تجارية، قررت شركة الزيت العربية اعتبار الخفجي قاعدة رئيسية لعملياتها الدائمة وقامت بإنشاء مرافق دعم برية للإنتاج ومرافق شحن ومكاتب وسكن ومرافق أخرى لازمة لتطوير عمليات الشركة.
تأسيس شركة أرامكو
وفي عام 2000 انتهى عقد الامتياز لليابانيين مع السعودية وتم تأسيس شركة أرامكو لأعمال الخليج لتدير حصة السعودية وبالتحديد في 1 مايو من العام نفسه بينما تولت شركة الزيت العربية إدارة حصة الجانب الكويتي التي لم تنتهي حتى عام 2003 في تاريخ 4 يناير لتتولى شركة الكويت لنفط الخليج بإدارة حصة دولة الكويت بعمليات الخفجي المشتركة التي تضم شركة أرامكوا لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج حتى تم إيقاف الإنتاج لأسباب فنية وبيئية عام 2015 ليعود من جديد في عام 2020 ويدشنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان ومعالي وزير النفط الكويتي بعد أن تم توقيع اتفاقية بين البلدين بدولة الكويت وتدشين العمل بالحقول بالشطر الشمالي بالمنطقة المقسومة المحايدة ( الوفرة).
أول حقل اكتشف بالخفجي
وقد اكتشفت شركة الزيت العربية (اليابانية) حقل الخفجي في عام 1960، ثم حقل الحوت في عام 1963، والحقل ينتج نحو 250 ألف برميل يومياً من النفط المتوسط الحامض (وزنه النوعي 28.5 درجة). وحقل الدرة الذي تم اكتشاف الغاز به خلال الأعوام الماضية وجاري العمل على صيانته وظهر بكميات كبيرة ويتوقع أن يبدأ العمل به خلال الفترة القادمة كما أن الحقلين الحاليين اللذين ينتجان البترول ينتجان أيضا كميات من الغاز ويوجد لها معمل خاص بذلك في المنطقة اليابسة بعمليات الخفجي المشتركة.
وفي تصريح سابق أوضحت عمليات الخفجي أن الشركتين حريصتين على المحافظة على البيئة من خلال تنقية ما ينتج عن عمليات الإنتاج من أي شوائب ضارة بالبيئة وتقوم الجهات ذات الاختصاص بالبيئة بعمليات رقابية على المعامل الخاصة بعمليات الخفجي