تقرير درة | قراءة في الحرب الروسية الأوكرانية.. هل تنتزع موسكو مجال نفوذها من واشنطن؟

تكبير الخط ؟
تعتبر حرب روسيا على أوكرانيا، والتي بدأت في ٢٤ فبراير الماضي، دليلا جديدا يؤكد استمرار موسكو في السعي وراء مصالحها بطرق تنافسية وأحيانا تصادمية واستفزازية.
ويرى الخبراء أن روسيا تضغط للسيطرة على أوكرانيا ودول أخرى في المناطق القريبة منها، بينما تستكشف احتمالات تحقيق علاقة أكثر استقرارا مع واشنطن.
وتقول التقارير، أن موسكو لا تريد صراعا عسكريا مباشرا مع واشنطن، لكنها تسعى إلى انتزاع اعتراف الولايات المتحدة بـ”مجال نفوذها” على بعض دول الاتحاد السوفيتي السابق.
كما تشير إلى أن “موسكو ستظل قوة مؤثرة وتحديا هائلا للولايات المتحدة، وسط مشهد جيوسياسي متغير خلال العقد المقبل”.
سير العلميات العسكرية للجانبين:
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، أن الأنظمة التي تتيح إجراء عمليات مراقبة عن بُعد للمواد النووية في “تشيرنوبل”، المنشأة النووية القريبة من كييف والخاضعة حاليا لسيطرة القوات الروسية، توقفت عن إرسال البيانات إليها.
وذكرت أنه لا يزال أكثر من 200 من الفنيين والحراس عالقين في الموقع، وهم يعملون منذ 13 يوما متواصلا تحت المراقبة الروسية.
وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين بالعمل بالتناوب وبالخلود للراحة، وبالعمل لعدد محدد من الساعات، معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع.
وكانت روسيا في اليوم الأول للهجوم على أوكرانيا، 24 فبراير الماضي، سيطرت على “تشيرنوبل”، حيث وقع في 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان، إن مديرها العام رافاييل غروسي “أشار إلى أن الإرسال عن بُعد للبيانات من أنظمة مراقبة الضمانات المثبتة في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية انقطع”.
كما سيطر الجيش الروسي أيضا على محطة زابوروجيا للطاقة النووية جنوب شرقي أوكرانيا، واتهمت كييف القوات الروسية بقصف المحطة بالمدفعية مما تسبب باندلاع حريق فيها، في حين تنفي موسكو أي علاقة لها بالواقعة.
وزابوروجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وقد دخلت مفاعلاتها الخدمة بين عامي 1984 و1995، وهي ذات تصميم حديث مقارنة بـ”تشرنوبل” التي بنيت في 1970 وكانت أول محطة للطاقة النووية في أوكرانيا.
وعلى الجانب الآخر، تمكن الجيش الأوكراني من تدمير مركبات عسكرية روسية في كييف، وذلك بفضل رسائل تلقاها من مستخدمين مدنيين على تطبيق “تلغرام” للتراسل.
وقال جهاز الأمن الأوكراني في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، إنه تمكن من استهداف القافلة العسكرية الروسية بشكل فعال قرب كييف، بسبب الرسائل التي وصلت لحساب “أوقفوا الحرب الروسية” على “تلغرام.
اتفاق روسي أوكراني على إجلاء المدنيين:
اتفقت روسيا وأوكرانيا صباح الأربعاء، على وقف لإطلاق النار حول سلسلة من الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين.
وأوضحت التقارير، أن موسكو أكدت موافقتها على احترام هدنة من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء بالتوقيت المحلي حول 6 مناطق تشهد قتالا.
وحددت ممرات لإجلاء المدنيين خصوصا من إنرغودار إلى زابوريجيا (جنوب) ومن إيزيوم إلى لوزوفا (شرق) ومن سومي إلى بولتافا (شمال شرق)، حيث سمح ممر بإجلاء آلاف المدنيين، الثلاثاء.
ومن المفترض أيضا إنشاء ممرات لإجلاء المدنيين إلى كييف، من مدن عدة تعرضت لقصف عنيف إلى غرب العاصمة، بما فيها بوتشا وإيربين وغوستوميل.