تقرير درة | قراءة في الحرب الروسية على أوكرانيا.. أبرز النقاط حول الغزو العسكري غير المتوقع

تكبير الخط ؟
عبر سنوات مضت كانت جميعها حافلة بالأحداث المثيرة، شهدت أوكرانيا أزمة سياسية منذ أوائل 2014م، وذلك بعدما بسطت القوات المسلحة الروسية سيطرتها على شبه جزيرة القرم.
وقامت موسكو بإجراء استفتاء من بعده ضمت شبه الجزيرة إلى روسيا الاتحادية، الأمر الذي اعتبرته أوكرانيا ومعها المجتمع الدولي احتلالا عسكريًا وتعديًا على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وفي شهر أغسطس 2014، عبرتْ مدرعات الجيش الروسي حدود دونيتسك من عدة مواقع، بعد حدوث صراع مسلح بين الحكومة الأوكرانية والجماعات الانفصالية المدعومة من روسيا في إقليم دونباس شرق البلاد.
وفي أواخر عام 2021، وبعد نفى الرئيس الروسي التخطيط لغزو أوكرانيا، مزق بوتن اتفاق السلام المبرم عام ٢٠١٥م، وأرسل قواته عبر الحدود إلى المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية من أوكرانيا بأعداد كبيرة.
قراءة شاملة حول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا:
العملية العسكرية وإحصائيات الخسائر الأولية:
في يوم 24 فبراير 2022 الماضي، وعبر الجبهات الثلاث، أطلقت روسيا هجوما مدمرا جوا وبرا وبحرا لم يكن متوقعا على أوكرانيا، البلد الأوروبي الذي يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة.
وخلفت المعارك الدائرة بحسب الإحصائيات الأولية من الوفيات، ما يقارب ١٥ ألف على الأقل، فيما كان عدد الإصابات غير الخطيرة ١٫٩ ألف، وتسببت في وجود نازحين يقدر عددهم بحوالي ٣ مليون شخص على الأقل، كما يقدر عدد المباني المدمَّرة بجوالي ١٫٧ ألف على الأقل، وقدرت قيمة أضرار الممتلكات بجوالي ١١٩ مليار دولار.
أسباب الهجوم الروسي على أوكرانيا من جانب بوتين:
قبل لحظات من بدء الغزو، أعلن الرئيس بوتين أن روسيا لا تستطيع أن تشعر “بالأمان والتطور” بسبب ما وصفه بالتهديد المستمر من جارتها الأوروبية “أوكرانيا الحديثة”.
وادعى الرئيس الروسي أن هدفه من العملية العسكرية هو حماية الأشخاص الذين “يتعرضون للتنمر والإبادة الجماعية”، وأنه يسعى إلى “نزع السلاح والأفكار النازية” من أوكرانيا.
الرد الدولي على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا:
عبر دخول قوات الجيش الروسي من بيلاروسيا وبالقرب من خاركيف في الشمال، يرسل بوتين إشارة مفدها أن أهدافه تتجاوز المناطق الشرقية التي ضربتها ثماني سنوات من الحرب.
وبالاعتراف بالدويلات الموالية لروسيا في لوهانسك ودونيتسك كدولتين مستقلتين، كان بوتين قد قرر بالفعل أنهما لم يعودا جزءا من أوكرانيا، ثم كشف أنه يؤيد مطالب الانفصاليين بمزيد من الأراضي الأوكرانية.
وبعد توغل القوات الروسية في جميع أنحاء أوكرانيا، زادت مخاوف جيرانها وداعميها، ففرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة عقوبات على الرئيس بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
ويسعى الاتحاد الأوروبي أيضا تقييد وصول روسيا إلى الأسواق المالية وعزل صناعته عن أحدث التقنيات والدفاع، كما وافق على عقوبات واسعة تشمل جميع أعضاء البرلمان الروسي البالغ عددهم 351، ورجال أعمال وشركات وبنوك، وأوقفت صفقات اقتصادية كبرى.
الحلول المتوقعة حول انتهاء الغزو الروسي لأوكرانيا:
ليس في الوقت الراهن، ولكن أي صفقة نهائية يجب أن تغطي كلا من الحرب شرقي أوكرانيا، والحد من انتشار الأسلحة.
وعرضت الولايات المتحدة بدء محادثات بشأن الحد من نشر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وكذلك بشأن معاهدة جديدة حول الصواريخ العابرة للقارات، وأرادت روسيا حظر نشر جميع الأسلحة النووية الأمريكية خارج أراضيها الوطنية.
ويرى الخبراء أيضًا أن روسيا ربما تكون قد تورطت في هذه الحرب وعليها أن تستجيب للمفاوضات وإنهاء العملية العسكرية تفاديا لمزيد من الخسائر.
وبينما يرى الخبراء ذلك، فإن آخرين يحللون الوضع الروسي الحالي بأنه ليس من السهل الضغط على موسكو اقتصاديا لوقف الحرب، وأنها استعدت جيدًا لفرض جميع العقوبات.