تقرير درة | اعتبروه المجهول.. قراءة شاملة حول التصلب المتعدد

تكبير الخط ؟
لا يمكن لأي شخص أن يمنع ظهوره؛ فالجميع لا يعرفون حتى الآن السبب الدقيق لهذا الخطر الصامت؛ وليس ذلك فقط.. بل اعتبروه ضررا غير قابل للإصلاح، إنه الشبح المتقلب والمجهول مرض التصلب المتعدد أو ما يعرف باللويحي.
يعد مرض التصلب المتعدد محيرا، حيث تختلف أعراضه وتتنوع حسب الأعصاب المصابة وشدّة الإصابة؛ ففي نهاية المطاف قد تُصاب الأعصاب نفسها بالتلف، وذلك لأن الإنهاك الذي يسببه مرض التصلب المتعدد أو ما يعرف باللويحي، يحدث عندما يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب، والذي وظيفته حمايتها.
أعراض مرض التصلب المتعدد أو اللويحي:
تظهر الأعراض عند معظم المصابين بالمرض وخصوصًا في مراحله الأولى، ومن ثم تختفي بشكل كلّي أو جزئي، وفي كثير من الأحيان تظهر أعراض التصلب اللويحي أو تزداد حدتها عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.
ومن أعراضه الحَدَر، أو انعدام الإحساس والشعور، أو الضعف في الأطراف جميعها أو جزء منها، وعادةً ما يظهر هذا الضعف أو الشلل في جهة واحدة من الجسم أو في القسم السفلي منه.
وقد يسبب أيضًا فقدان جزئي أو كلّي للنظر في إحدى العينين، بشكل عام لا تكون المشكلة في كلتي العينين معًا في الوقت ذاته، وأحيانًا تكون مصحوبة بأوجاع في العين لدى تحريكها، بالإضافة إلى إحداث رؤية مزدوجة أو ضبابية.
ويسبب أيضًا أوجاع وحكّة في أجزاء مختلفة من الجسم، كما يمكن أن يشعر بما يشبه ضربة كهربائية لدى تحريك الرأس حركات معينة، والإصابة بالرعاش.
ويمكن أن يتسبب في فقدان التنسيق بين أعضاء الجسم، أو فقدان التوازن أثناء المشي، والشعور دائمًا بالتعب أو الدوار.
أسباب مرض التصلب المتعدد أو اللويحي:
حتى الآن لا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق لإصابة شخص بهذا المرض دون آخر، لكن المعروف أن مزيجًا من العوامل الوراثية والالتهابات في فترة الطفولة يُساعد في ذلك.
والتصلب اللويحي هو مرض مناعة ذاتية حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة نفسه، وتؤدي هذه العملية إلى إتلاف طبقة الميالين وهي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية في الدماغ والعمود الفقري وتقوم بحمايتها.
وعند الإضرار بطبقة الميالين قد تصل الرسالة أو المعلومة التي يتم نقلها من خلال العصب بشكل أبطأ أو قد لا تصل إطلاقًا.
عوامل خطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد أو اللويحي:
العُمْر: قد يظهر التصلب اللويحي في كل الأعمار، إلا أنه يبدأ بالظهور والتطور بشكل عام في سن ما بين 20 – 40 عامًا.
الجنس: احتمال إصابة النساء بمرض التصلب اللويحي هو ضعف احتماليته لدى الرجال.
عوامل وراثية: احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي يزداد عند وجود أفراد من العائلة مصابين أو أصيبوا بمرض التصلب اللويحي، مع ذلك أثبتت التجارب بين التوائم المتماثلة أن الوراثة ليست العامل الوحيد.
الالتهابات: من المعروف أن كثيرًا من الفيروسات لها علاقة بهذا المرض، فمثلًا يوجد علاقة بينه وبين فيروس إبشتاين – بار وهو الفيروس المسبب لمرض كثرة الوحيدات العدائية.
وحتى الآن ليس معروفًا كيف ينشأ الفيروس ويتطور في الحالات الصعبة من مرض التصلب اللويحي.
أمراض أخرى: ثمة أشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض إذا كانوا مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية كالتي يختل فيها عمل الغدة الدرقية، السكري من النوع الأول والتهاب الأمعاء.
مضاعفات مرض التصلب المتعدد أو اللويحي:
في بعض الحالات يمكن أن تتطور لدى المصاب أمراض أخرى، مثل: تيبّس أو تشنج العضلات، شلل وخاصةً في الساقين، مشكلات في كيس المثانة، أو في الأمعاء، أو في الأعضاء التناسلية.
وقد يتضاعف ويسبب مشكلات عقلية، مثل: النسيان، أو صعوبة التركيز، أو الاكتئاب أو مرض الصّرع.
الوقاية والعلاج من مرض التصلب المتعدد أو اللويحي:
لم يتمكن الخبراء من اكتشاف علاج مؤكد لهذا المرض، لكنه يتركز إجمالًا في معالجة رد الفعل المناعي الذاتي والسيطرة على الأعراض.
وينصح الأطباء في بعض الحالات بالتدليك، حيث يتم تعليم المريض وتدريبه على تمارين للشد والتقوية، كما يتم توجيه المريض حول كيفية استخدام أجهزة يمكنها تسهيل الحياة اليومية.
أما العلاج بواسطة الأعشاب فلا يمكن، ولكن هناك أعشابًا قد تخفف من حدة الأعراض فقط لكن يجب استشارة الطبيب قبل استعمالها لضمان عدم حدوث آثار جانبية، كالكركم، بذور القنب الصيني، أوراق التوت، النعناع البري، البابونج، جذور وأوراق الهندباء والزنجبيل.