
تكبير الخط ؟
بدأت الأمراض المعدية والمزمنة تنتشر بطريقة سريعة خلال الآونة الأخيرة، فكلما تخطى العالم جائحة، إذا به بالأخرى تدق على الأبواب، ليعود القلق مرة ثانية إلى أذهان الشعوب.
وفي الأيام الأخيرة، حذر الخبراء من مرض قاتل للغاية، إلا أنه نادر جدًا، ولم يُكتشف سابقًا إلا بعد بضع مرات من ظهوره في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر.
ويأتي هذا المرض المميت من فيروس مرض بورنا (BDV)، وهو متلازمة عصبية معدية تصيب الحيوانات ذوات الدم الحار، ويمكن أن يسبب التهابًا في الدماغ بعد الإصابة.
وقد يؤدي هذا المرض إلى الوفاة في جميع الحالات تقريبًا، بينما يُعاني من نجوا من الفيروس من أضرار طويلة الأمد، وقدة تكون مزمنة.
سبب تسمية الفيروس “بورنا”:
أطلق مسمى بورنا على العدوى نسبة لظهور الفيروس ببورنا الواقعة في ألمانيا الشرقية، والتي توفي فيها الكثير من الخيول في الثمانينيات بسبب المرص، فأطلق على المرض أيضًا “الحصان الحزين”.
ويعد فيروس بورنا هو العامل المسبّب للأمراض العصبية المركزية التي تظهر في العديد من أنواع الحيوانات، بما في ذلك الخيول والأغنام والقطط، وهو من الأمراض المستوطنة في مناطق معينة من أوروبا.
ويمكن أن يسبب التهاب الدماغ الوخيم والمميت لدى البشر وأنواع معينة من الحيوانات.
وبالرغم من وجود تاريخ قديم للمرض، إلا أن طرق انتقال العدوى المسببة له غير معروفة حتى الآن، ولكن ما تم التوصل إليه أن المرض ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بفعل إفرازات الحيوان المصاب.
أعراض مرض بورنا:
تبدأ العدوى في الخلايا العصبية الشمية، ثم تنتشر إلى الجهاز العصبي المركزي، وتشمل العلامات المصاحبة للإصابة ما يلي: مشاكل في الحركة – آلام أسفل الظهر – تغيرات سلوكية – الارتباك – آلام العضلات – ارتفاع الحرارة – تلف دائم في الدماغ والأعصاب – تسمم الدم.
علاج فيروس بورنا:
التشخيص على أساس العلامات السريرية وحدها غير ممكن لأن هناك العديد من الالتهابات الفيروسية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى أعراض سريرية مماثلة مثل فيروس نقص المناعة في القطط، فيروس لوكيميا القطط وفيروس كورونا.
لا يوجد لقاح متاح للوقاية من المرض فمن الصعب تقديم توصيات محددة للتدابير الوقائية، من المحتمل أن تكون القطط التي لا يمكنها الوصول إلى بيئة ريفية أقل عرضة للإصابة بعدوى بورنا، ما يقلل فرص ظهور المرض لدى البشر.
ومن الجدير بالذكر أن هناك عدد من اللقاحات التي توفر بعض الحماية ضد أمراض الدماغ بشكل عام.
لا يوجد علاج معروف للمرض حتى الآن، لكن أشارت بعض الأبحاث أن مضادات الفيروسات قد تساهم في قتل الفيروس، وأوضحت تلك الدراسات أن العلاج قد يكون فعال مع البشر.
ملخص تاريخ الفيروس والمرض:
أصاب فيروس مرض بورنا (BoDV-1) الخيول والأغنام وتم وصف المرض لأول مرة في عام 1855 في الخيول التي أصيبت بمرض شديد بالقرب من مدينة بورنا الألمانية.
وفي عام 1995م، تمكن الباحثون من عزل BDV-1 من القطط في السويد التي عانت من “مرض مذهل”، وبعد ذلك تم اكتشاف المرض أيضًا في القطط في اليابان والمملكة المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة تم وصف BoDV-1 على أنه العامل المسبب لالتهاب السحايا الفيروسي في الأبقار والنعام والقطط والكلاب.
ولم يتم تأكيد الفرضية القائلة بأن عدوى بورناقد تكون متورطة في تطور اضطرابات عصبية لدى الإنسان.
وقامت مجموعة بحثية داخل معهد روبرت كوخ الألماني بدراسة التهديد الصحي المحتمل لـ BoDV-1 على البشر، وخلصت إلى أن BoDV-1 لم يكن متورطًا في مسببات الأمراض النفسية البشرية.
ومع ذلك، فإن الاكتشاف الأخير لحالات التهاب الدماغ القاتل لدى البشر في بافاريا يشير إلى أن مسألة تورط BoDV-1 في الاضطرابات العصبية لا يمكن الإجابة عليها بوضوح حتى الآن.
وتم الإبلاغ عن حالات مصابة بمرض بورنا سابقًا في العديد من البلدان بما في ذلك ألمانيا وسويسرا وبلجيكا والمملكة المتحدة واليابان والفلبين وإندونيسيا وأستراليا.
وفي الأسبوع المنصرم، أصدرت السلطات الصحية في ألمانيا تحذيرًا، حيث تم اكتشاف حالة جديدة مصابة بالمرض في منطقة مولدورف أم إن.
وفي مقاطعة بافاريا، تم الإبلاغ عن حالتين أصيبا بالفيروس الذي أصاب البشر خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفي المتوسط، تبلغ ألمانيا عن إصابتين كل عام، على الرغم من أن الخبراء يفترضون أن عدد الحالات غير المبلغ عنها في البلاد قد يصل إلى ست حالات سنويًا.
ووفقًا لمكتب ولاية بافاريا للصحة وسلامة الغذاء (LGL)، تم الإبلاغ عن سبع إصابات بمرض بورنا في جميع أنحاء ألمانيا في عام 2021، خمسة منها في بافاريا.