فريق بحثي سعودي من جامعة الملك فيصل بالأحساء يعلن عن اكتشاف تركيبة علاجية تسهم بعلاج مرضى السكري النوع الثاني

تكبير الخط ؟
قام فريق بحثي متخصص من جامعة الملك فيصل بالأحساء بالإعلان عن إنجاز بحثي سعودي لتركيبة علاجية تساهم في التخفيف من معاناة مرضى السكري النوع الثاني ومضاعفات المرض، وبهذا الشأن أجرت صحيفة “درة” لقاءها مع أحد أعضاء الفريق البحثي ونيابة عنهم وكيلة كلية الصيدلة الاكلينيكية والأستاذ المساعد في كلية العلوم في قسم الكيمياء بالجامعة الدكتورة مرفت المصطفى، وأجرينا معها هذا الحوار :
كيف كانت انطلاقة فكرة البحث ؟
كانت انطلاقة الفكرة من النسبة الكبيرة لمرضى السكري النوع الثاني والذين يشكلون شريحة كبيرة من مجتمعنا المرض الذي تزيد فيه نسبة ارتفاع السكر في الدم ورغبتنا في التحكم بمعدلاته على المستوى الطبيعي لتحاشي مضاعفاته.
مريض السكري إن غير من نمط حياته ونظام غذائه هل سيتوقف عن دواء السكري ؟
حتى وإن غير من نظامه الغذائي وروتينه اليومي سيحتاج الى علاج السكري اذا كان لا يزال يعاني من ارتفاعه ولابد له من متابعة المعدل واخذ العلاج .
ما هي التركيبة العلاجية التي توصل إليها الفريق البحثي ؟
أود القول بأن هذه التركيبة العلاجية مخصصة فقط للنوع الثاني من مرضى السكري فالنوع الأول للسكري المرض يختلف فيه الخلل وبالتالي يختلف العلاج، وعليه قام الفريق البحثي بتحضير تركيبة علاجية مستخدمين تقنيات النانو وذلك بهدف دمج المستخلصات الطبيعية مع أحد اهم العقارات الدوائية المستخدمة حاليا، حيث تلعب مشكلة ذوبانية الدواء في الماء دورًا أساسيًا في تصنيع الدواء، فلابد أن نرفع من كفاءة هذا العلاج ونسهل سرعة وصوله للهدف، ولذلك استخدمنا مواد متواجدة في بيئتنا بسهولة سواء في البيئة الأحسائية ومختلف مناطق المملكة كذلك بمختلف الدول العربية إجمالًا، واعتمدنا في البحث على استخلاص الزيوت الموجودة في حبة البركة فمكونات حبة البركة تساعد على تشجيع إفراز الأنسولين والذي بنقصه يسبب هذا المرض
واعتمدنا في فكرة هذا البحث باستخدام مواد موجودة مستمدة من بيئتنا الطبيعية لأن من أهدافنا الأساسية الأمن الغذائي والاستدامة البيئية
المدة التي استغرقها البحث؟
استغرق البحث مدة ستة أشهر وطريقة تطوير هذا البحث وتطوير هذه التركيبة العلاجية استخدمنا تكنولوجيا النانو الذي يعمل عليه الفريق البحثي منذ أكثر من خمس سنوات وهي طريقة فعالة مستحدثة جديدة مقارنة بالطرق التقليدية تفوقهم وتتقدمهم تقنية النانو بمراحل عديدة، وهي معتمدة تم تجريبها بالمعمل من كونها فكرة ناشئة مرورًا بتطبيقها على الحيوان ثم تنقل بعد التجارب إلى الإنسان وبحمد الله في تجربتنا البحثية على فئران التجارب أتت بنتائج مبشرة .
هل تم بالفعل استخدامها كعلاج وإعطائها للمرضى ؟
لا ، لم يتم اسخدامها بشرياً فهي غير مصرحة للاستخدام البشري إلا بعد تجاربها والتأكد منها من هيئة الغذاء والدواء السعودية SFDA لاعتمادها ثم نتواصل مع مصانع محلية كانت أم دولية لتتم مرحلة التصنيع ثم بعدها تعرض في الأسواق، وهذه مراحل تمر بها أي اكتشافات علاجية للتأكد من فعاليتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي والتأكد من عدم وجود أضرار جانبية للعلاج.
ما هي رؤيتكم المستقبلية للتركيبة العلاجية ؟
المرحلة القادمة هي مرحلة التأكد من كفاءة هذا المنتج وسنمر بالبروتوكولات المعتمدة من قبل الوزارة والمقاييس العالمية إلى أن يصرح به للاستخدام على البشر، ونحن نستبشر خيرًا بأن هذا الاكتشاف سيقلل من معاناة المرضى من الآثار الجانبية للسكري ومضاعفاته الخطيرة، ونتطلع لعمل شراكات محلية ودولية لتطوير العلاج والأدوية فكل إضافة للعلم هي فائدة للإنسانية.
نسمع أحياناً عن علاجات تنهي المرض ومعاناة مريض السكري هل هذا صحيح ؟
لا ، للأسف ليس هناك علاج نهائي لمرض السكري فهو من الأمراض المزمنة التي يتعايش معها المريض ولكننا بالبحث العلمي استهدفنا التخفيف من أضرار ومضاعفات السكري والتقليل منها وتحسين كفاءة العلاج وذلك برفع مستوى الصحة العامة للمريض نسأل الله أن ينفع به.
كلمة أخيرة نختم بها اللقاء ؟
أود تقديم الشكر لمعالي رئيس الجامعة محمد عبدالعزيز العوهلي ، وسعادة الدكتور عميد البحث العلمي عبدالرحمن عيسى الليلي لمجهودهم الملحوظ لدعم البحث العلمي بالجامعة وكذلك دعم براءة الاختراعات المختلفة في دور يعكس اهتمام الجامعة لتحقيق رؤية المملكة ، كما أشكر هيئة التدريس بالجامعة وأعضاء الفريق المشارك بالبحث، أيضا أود تقديم الشكر لكرسي بنك البلاد للأمن الغذائي المتعاون مع جامعة الملك فيصل لدعم البحث العلمي.