تقرير درة | دواء جديد.. لحظة تاريخية في علاج مرض آلزهايمر

تكبير الخط ؟
يعتبر آلزهايمر من الأمراض التي انتشرت بين الأشخاص في السنوات الأخيرة، وهو ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر.
ومؤخرًا، كشفت دراسة جديدة نتائجها الواعدة لمرضى ألزهايمر، والتي أظهرت كيف يُبطئ عقار تجريبي التدهور العقلي للمصابين الذين يكافحون المراحل الأولى من المرض القاسي؛ بحسب ما أوردته صحيفة ديلي ميل.
وتدعي الشركات التي تقف وراء هذا العقار، أن نتائجها تثبت النظرية القديمة القائلة، بأن تدمير مادة الأميلويد، يمكن أن يوقف المرض بشكل فعال في مساراته.
وتقول، أن العقار الذي يسمى ليكانيماب (lecanemab)، والذي يُعطى عن طريق الحقن، يكافح تراكم اللويحات السامة في الدماغ، والتي يُعتقد أنها تسبب مرض سرقة الذاكرة.
ويشار إلى أن الدواء الذي أنشأته شركة Eisai ومقرها طوكيو، والتي دخلت في شراكة مع شركة الأدوية الأمريكية Biogen، ما يزال بحاجة إلى مراجعة، لذلك لن يكون متاحا على الفور.
هذا، وقد يستمر مراقبو السلامة في طلب المزيد من البيانات، قبل إعطائه الضوء الأخضر للاستخدام واسع النطاق.
ويأتي إعلان اليوم بعد الموافقة الطبية المثيرة للجدل على عقار آخر لمرض الزهايمر مماثل في العام الماضي، وهو Aduhelm.
ويعالج Aduhelm أيضًا تراكم الأميلويد في الدماغ، بناء على قدرته على إزالة البروتين من الدماغ، بدلا من إثبات أنه يمنع المرض من التفاقم.
وحذر بعض العلماء من الضجة التي اكتسبها دواء Aduhelm، حيث أظهرت الدراسات أنه يحسن القدرة العقلية بنسبة تقل عن 1%، حتى أن هذا العقار الذي يبلغ سعره 28 ألف دولار، ارتبط بالوفيات.
وتأتي النتائج الحديثة من تجربة المرحلة الثالثة من (lecanemab)، الاختبار الثالث والأخير لسلامة الدواء وفعاليته قبل تقديمه إلى المنظمين للنظر فيه.
وقيّمت قدرة الدواء على تقليل التدهور المعرفي والوظيفي بين 1795 مريضا، يعانون من مرض آلزهايمر في مراحله المبكرة.
وأعطي نصف المشاركين 10 ملغ/كغ من الدواء مرتين في الأسبوع، كما حصل آخرون على دواء وهمي.
وقام الباحثون بقياس ذاكرة المشاركين وحكمهم ومهاراتهم في حل المشكلات قبل بدء التجربة، ومرة أخرى بعد 18 شهرا من بداية التجارب.
وأظهرت النتائج، أن أولئك الذين عولجوا بـ”ليكانيماب” شهدوا انخفاضا في حالتهم العقلية، بنسبة 27% أقل من أولئك الذين عولجوا بالدواء الوهمي.
وأظهرت عمليات المسح أن مجموعة “ليكانيماب” شهدت أيضًا تراكما أبطأ لمستويات الأميلويد في الدماغ.
ومع ذلك، تم الكشف عن آثار جانبية كبيرة أيضًا، حيث رصد تورم الدماغ بين 12.5% من مجموعة “ليكانيماب”، مقارنة بـ 1.7% في مجموعة الدواء الوهمي.
وأصر إيساي وبيوجين على أنه بينما ظهر التأثير الجانبي في عمليات المسح، فإن العديد من هذه الحالات لم تكن مصاحبة بأعراض.
وأظهرت النتائج أن تورم الدماغ المصحوب بأعراض لوحظ في 2.8% من أولئك في مجموعة “ليكانيماب” وليس في أي من مجموعة الدواء الوهمي.
وتتبعت التجربة أيضا معدل النزيف الدقيق في الدماغ، أو نزيف الدماغ الصغير، وأظهرت البيانات أن هذا حدث بين 17% في مجموعة “ليكانيماب” و8.7% من مجموعة الدواء الوهمي.
وقالت شركات الأدوية العملاقة إن الأرقام تقع ضمن النطاق المتوقع، كما تسعى Eisai للحصول على موافقة لاستخدام “ليكانيماب” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مع قرار متوقع في أوائل يناير.
وقالت الشركة إنها ستقدم أيضًا بيانات إلى المنظمين في اليابان والمملكة المتحدة وأوروبا بحلول أبريل، والذين سيحتاجون بعد ذلك بشكل مستقل إلى تقييم ما إذا كان الدواء آمنا وفعالا.
وقال الدكتور جيل رابينوفيتشي، طبيب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، لصحيفة واشنطن بوست: “إن تباطؤ التدهور بنسبة 27% يبدو وكأنه تأثير متواضع، ولكن بالنسبة لمرضى ألزهايمر، قد يكون هذا مفيدا للغاية”.
مشيرا إلى أن التجارب “اكتملت وفقا للبروتوكول” وتظهر أن “خفض الأميلويد في هذه المرحلة يمكن أن يترجم إلى تباطؤ في التدهور السريري”، مضيفا: “هذا إنجاز كبير”.
ووصفت الدكتورة سوزان كولهاس، مديرة الأبحاث في مركز أبحاث آلزهايمر في المملكة المتحدة، النتائج بأنها “لحظة تاريخية” و”اختراق كبير في أبحاث الخرف”.
وقالت إنه على الرغم من أن عقار “ليكانيماب” هو أول دواء يُظهر أنه يزيل الأميلويد في الدماغ ويقلل من التدهور المعرفي، فإنه يمكن أيضًا أن يؤدي إلى “آثار جانبية كبيرة” والتي يجب أخذها في الاعتبار.
وأضافت: “هذه النتائج الرئيسية التي أعلنت عنها شركة الأدوية التي تصنع العقار، Eisai، تقدم أملا جديدا للأشخاص المتضررين من هذا المرض القاسي والمدمر”.
وقالت إنه إذا وافق المنظمون على “ليكانيماب”، فمن الضروري أن يتم توزيعه على أولئك الذين قد يستفيدون منه “في أسرع وقت ممكن”.
وأشاد كبار الخبراء بنتائج التجربة، التي شملت 1800 شخص، ووصفوها بأنها أول اختراق “في جيل”.
لكنهم أشاروا إلى أنه وقع اختبار “ليكانيماب” فقط على المرضى الذين يعانون من المراحل المبكرة من مرض آلزهايمر، وأنه لن يكون “دواء سحريا” لجميع أسباب الخرف.
وآلزهايمر مرض يصيب خلايا المخ ويقضي عليها، وهو ليس نتيجة لعامل واحد فقط، حيث يعتقد أنه ناجم عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة.