أخبار التقنية

تقرير درة | الرقائق الإلكترونية المتطورة .. وصراع أمريكا والصين

درة - قسم التحرير :  

تدور التساؤلات في الآونة الأخيرة عن، كيف ستتمكن بكين من التصدي للخطوات غير المسبوقة من قبل واشنطن، بهدف الحد من بيع رقائق الأجهزة والمعدات المتطورة في الصين؟.

ففي خطوات وصفت بأنها تصعيد في جهود احتواء طموحات بكين التكنولوجية، اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية خطوات غير مسبوقة للحد من بيع رقائق الكمبيوتر المتطورة للصين.

ويقول الخبراء، أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف من خلال هذه الإجراءات الجديدة، إلى قطع إمدادات التكنولوجيا الحيوية عن الصين.

ويرى المحللون، أن القوانين الجديدة ستؤثر على بكين سلبًا، حيث أنها تستخدم هذه الرقائق في قطاعات مهمة، مثل الحوسبة المتقدمة والصناعات العسكرية.

وتشير التقارير الأخيرة، إلى أن أمريكا أصبحت أكثر تشدداً في معايير وقواعد بيع الرقائق الإلكترونية، بعدما أصبحت مدخلاً أساساً من مدخلات الإنتاج في كافة الصناعات.

واستهدفت الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق، شركة هواوي الصينية كأحد أبرز الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الهواتف المنقولة والذكية والتقنيات الحديثة المتقدمة.

ويؤكد الخبراء أن التكنولوجيا الصينية يمكن أن تعوق الخطة الأمريكية للهيمنة على البنية التحتية التكنولوجية في العالم، مما يجعل واشنطن قلقة حيال جهود بكين التكنولوجية، وتعمل على الحد من ذلك.

في الـ 7 من أكتوبر 2022، فرضت إدارة بايدن مجموعة شاملة من ضوابط التصدير، والتي تضمنت تدابير لعزل الصين عن بعض رقائق أشباه الموصلات، ومعدات صنع الرقائق.

وبموجب القواعد الجديدة، يجب على الشركات الأمريكية التوقف عن تزويد صانعي الرقائق الصينيين، بمعدات يمكنها إنتاج رقائق متطورة نسبيا، ما لم يحصلوا أولا على ترخيص.

وتضيف اللوائح الجديدة أيضا، ضوابط على بعض عناصر إنتاج أشباه الموصلات والمعاملات للاستخدامات النهائية المحددة لبعض الدوائر أو الرقائق المتكاملة.

وفي قيود أخرى، سيتم أيضًا منع مواطني الولايات المتحدة وحاملي البطاقة الخضراء، من العمل على تكنولوجيا معينة للشركات والكيانات الصينية.

وقالت وزارة التجارة الأمريكية إن ضوابط التصدير “تحد من قدرة الصين على الحصول على رقائق حوسبة متقدمة، وتطوير وصيانة أجهزة الكمبيوتر العملاقة، وتصنيع أشباه الموصلات المتقدمة”.

يذكر أن شبكة تلفزيون الصين الدولية، قد نشرت العام الماضي تقريرا بعنوان “معركة الرقائق بين الصين وأمريكا.. من سيضحك في النهاية؟”.

وجاء في التقرير الصيني، أن معدل النمو في سوق معدات أشباه الموصلات في الصين بلغ 39%، مقارنة بالسنوات الأخيرة الماضية.

ويرى الخبراء، أن هذا الأمر يعكس الجهود الهائلة التي بذلتها الصين، في تعزيز تصنيع أشباه الموصلات المحلية في السنوات الأخيرة.

وتؤكد التقارير، أن بكين تحشد عقولها وتخصص المبالغ المالية الكثيرة، بهدف تطوير قطاع أشباه الموصلات.

وتعتبر الصين أن هذا الهدف بمثابة الملاذ الآمن للتخلص من القبضة الأمريكية، وهيمنة واشنطن على قطاع الرقائق الإلكترونية والتكنولوجيا المتطورة.

وكانت وزارة المالية الصينية، قد أصدرت قرارات لإعفاء مصنعي الرقائق من الضرائب لاستيراد الآلات والمواد الخام حتى عام 2030.

كما بدأت شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة بالفعل، في محاولة تصميم رقائقها الخاصة بها.

الجدير بالذكر، أنه رغم تفرق صناعة أشباه الموصلات بين عدد كبير من الدول، إلا أن أية شريحة ذكية مصنوعة لا تخلو من مكونات تتصل بوادي السيليكون، أو يتم إنتاجها بأدوات صنعت في ولاية كاليفورنيا.

ويعتبر وادي السيليكون هو لوغاريتم الرقائق، حيث أن مدن جنوب مقاطعة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا شكلت نقطة اندلاع الثورة العالمية في صناعة الرقائق الالكترونية منذ ستينيات القرن الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى