المجتمع والصحة

تقرير درة | الخلايا العصبية.. وتعلم شم رائحة التهديد

درة - قسم التحرير :  

يسعى الباحثون إلى فهم كيفية تفاعل الحيوانات مع الرائحة، للوصول إلى معرفة مدى تأثير ذلك على سلوكها، للقدرة على مواجهة التهديدات.

وقال الباحثون في معهد ديل مونتي لعلم الأعصاب في جامعة روتشستر في أمريكا، إنهم يجدون أدلة جديدة لكيفية مساعدة النظام الحسي الشمي في تقييم التهديد، ووجدوا خلايا عصبية “تتعلم” ما إذا كانت الرائحة تشكل تهديدًا.

ومن المعروف لدينا، أننا نستخدم حاسة الشم، لتقييم ما إذا كانت هذه الرائحة آمنة أم تمثل تهديدًا.

من جانبه، قال الدكتور جوليان ميكس الباحث الرئيسي للدراسة، إن الباحثون يحاولون فهم كيفية تفاعل الحيوانات مع الرائحة، وكيف يؤثر ذلك على سلوكها في تهديد السياقات الاجتماعية وغير الاجتماعية.

وأضاف، يمنحنا بحثنا الأخير أدوات قيمة لاستخدامها في عملنا المستقبلي، ويربط مجموعات محددة من الخلايا العصبية في نظامنا الشمي بذاكرة الروائح المهددة.

وحدد الباحثون من خلال ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا في The Journal of Neuroscience، مجموعة معينة من الخلايا العصبية في نظام الشم الملحق، والتي يمكنها التعرف على رائحة تمثل تهديدًا محتملاً.

وقال المؤلف الأول لهذا البحث: “لقد علمنا أن العدوان الإقليمي يزداد في بشكل متكرر في التجارب التي أجريت.

وتابع، أظهرت الأبحاث السابقة، أن هذا السلوك يسترشد بالروائح الاجتماعية، ويأخذ بحثنا ما نعرفه خطوة إلى الأمام، ويحدد مكان حدوث ذلك في نظام حاسة الشم.

وأضاف، نحن نعلم الآن أن المرونة تحدث بين الخلايا العصبية، والعدوان الناتج عن التجارب، قد يكون مدفوع بالذاكرة التي شكلتها الرائحة.

ووجد الباحثون، أن الخلايا العصبية التي تعمل عن طريق إسكات شركائها المتشابكين في منطقة من الدماغ، هى المسؤولة عن تفسير الروائح الاجتماعية.

ويعنى ذلك، أن تلك الخلايا العصبية تصبح نشطة للغاية وتغير وظيفتها، عندما تلتقي بالتهديد، ويزيد من العدوان ​​الإقليمي.

ويأتي تقييم التهديد أيضًا، عندما يتنقل حيوان ما برائحة مجهولة، وهذا ما وجده العلماء في مختبر التحسس الكيميائي والتعلم الاجتماعي.

أن رائحة حيوان مفترس جديدة، جعلت الحيوان ينخرط في سلوك تقييم التهديد – لا يتصرف “بالخوف” ولا “بأمان”.

واستخدم الباحثون تتبع الفيديو، بهدف مراقبة حركة الوضعية التي تستكشف بيئات مألوفة ذات روائح مختلفة.

وطور وانج وزملاؤه، نهجًا هجينًا للتعلم الآلي ساعدهم على اكتشاف الاستجابة لرائحة الحيوانات المفترسة الجديدة، بطرق فريدة ومميزة عن التفاعل مع الروائح غير المفترسة.

وذكر الباحثون من خلال النتائج، أن هذه السلوكيات لم تكن مخيفة ولا آمنة، بل كانت عبارة عن حالة تقييم.

وتقدم هذه النتائج أدلة جديدة حول كيفية تأثير الروائح على السلوك الاجتماعي، وما قد تعنيه للبقاء على قيد الحياة.

لكن هذه الدراسة والنتائج الأخيرة تقدم أدوات جديدة أيضًا، والتي من شأنها دفع هذا العلم إلى الأمام.

ولقد تم الجمع بين الأساليب التي عرفت قيودًا لتحسين الدقة، وعمق المعلومات، وقابلية الإنسان للتفسير للبيانات التي تم جمعها.

ويعتقد أن هذا النهج سيكون ذا قيمة للبحث في المستقبل، حول كيفية تحفيز مزيج الروائح الكيميائية المنبعثة من الحيوانات المفترسة، على تقييم التهديدات في الدماغ، ومدى ارتباطها بالخلايا العصبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى