تقارير اخبارية

“الكنز”.. موجة جديدة من التزاحم على “الكمامات” أشعلت حرب بين الدول الكبرى

درة _ قسم التحرير:  

تزامنًا مع إعلان منظمة الصحة العالمية، مساء الجمعة، إتاحة ارتداء الكمامات من قبل جميع الأشخاص، الأمر الذي كان مقتصراً على المصابين بسعال أو حمى أو يعانون من مشاكل تنفسية؛ وفي ظل نقص الإمدادات الطبية، اقتصر التنافس بين الدول على السعي لجمع أكبر عدد متاح من الكمامات، من أجل مواجهة فيروس كورونا، وذلك بعد أن أودى بحياة أكثر من 60 ألف شخص حتى الآن، وتخطت حالات الإصابة المليون.

وفي ظل احتمال انتقال الفيروس والعدوى به عن طريق الجو، فقد أوضح الطبيب مايك رايان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة، قائلاً “لا بد أن نحافظ على الكمامات الطبية من أجل العاملين في الصفوف الأولى لكن فكرة استخدام أي غطاء للفم لمنع السعال أو العطس.. في حد ذاتها ليست فكرة سيئة أبدا”.

وعلى إثر الاهتمامات الشديدة من الدول والسعي وراء الكمامت، اندلعت حرب حول العالم وتوالت الاتهامات التي تبادلتها الدول بين بعضها البعض، حيث اتهمت الولايات المتحدة باعتراض مسار شحنة تحمل 200 ألف كمامة، كانت متجهة إلى ألمانيا، وتحويلها لاستخدامها الخاص، في خطوة أدينت بوصفها “قرصنة حديثة”.
وقالت حكومة محليّة لولاية ألمانية إنّ شحنة كمامات مصنّعة في الولايات المتحدة، صُودرت في بانكوك. وأضافت إنّ شحنة كمامات الوقاية من طراز FFP2، كانت بالأساس لصالح شرطة برلين، لكنّها لم تصل إلى وجهتها المرجوّة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن في المؤتمر الصحفي اليومي لخليّة مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض: “نحتاج إلى الكمامات على الفور للاستخدام المحلي. يجب أن نحصل عليها”، وقال إن السلطات الأمريكية احتجزت ما يقارب 200 ألف قناع تنفس من طراز ألف قفاز، من دون أن يحدّد مكان مصادرتها.
وقال ترامب، الجمعة، إنّه سيلجأ إلى تفعيل “قانون الإنتاج الدفاعي” لعام 1950، ليحثّ الشركات الأمريكية على إنتاج المزيد من اللوازم الطبيّة لتلبية الطلب المحلّي.

ومن جانب ألمانيا، قال جيزل إن تحويل مسار شحنة الكمامات بعيداً عن مسارها إلى برلين يرقى إلى “فعل قرصنة حديثة”، وحثّ إدارة ترامب على الالتزام بقواعد التجارة الدولية، وأردف مخاطباً الرئيس الأمريكي “هذه ليست طريقة للتعامل مع شركائك عبر الأطلسي. حتى في أوقات الأزمات العالمية، لا يجب أن تلجأ إلى أساليب الغرب الأمريكي المتوحّش”.

وعلى الصعيد العالمي؛ وافق مسؤولون أوروبيون آخرون على تصاريح جيزل، واشتكوا من ممارسات الولايات المتحدة في شراء اللوازم واعتراض مسارها.

وفي سياق متصل؛ يقول قادة محليون في فرنسا مثلاً، إنّهم يجاهدون لتأمين امدادات طبيّة، لأنّ المشترين الأمريكيين يزايدون على شرائها ويرفعون أثمانها.

وشبّهت رئيسة إقليم إيل دو فرانس، فاليري بيكريس، التدافع على شراء الكمامات بحملات “صيد الكنوز”. وقالت: “وجدتُ مخزون كمامات متاحاً، لكّن الأمريكيين – لا أتحدث عن الحكومة الأمريكية – زايدوا علينا، وعرضوا دفع ثلاثة أضعاف السعر مسبقاً”.

ومع تفاقم جائحة كورونا، لا ندري إلى أي مسار سوف يتجه العالم خلفه بحثًا عن الكمامات، حيث ازداد الطلب على الإمدادات الطبية الحيوية، مثل الكمامات وأقنعة الوقاية وأجهزة التنفس، في كلّ أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى