المجتمع والصحة

نتائج واعدة.. للقاح جديد ضد سرطان البنكرياس

درة - وكالات :  

كشفت دراسة علمية جديدة أجراها علماء ألمان، أن لقاحاً ضد سرطان البنكرياس أثار استجابة مناعية في نصف المرضى الذين جرى تطعيمهم، ولم يظهر على هؤلاء الأشخاص أي انتكاسة للسرطان خلال فترة الدراسة، وهي نتيجة وصفها خبراء بأنها واعدة للغاية في مواجهة واحد من أخطر أنواع السرطان.

كانت الدراسة، التي نُشرت في دورية Nature علامة فارقة في الجهود التي استمرت لسنوات لصنع لقاحات للسرطان مصممة خصيصاً لمواجهة أورام المرضى.

واستخرج الباحثون في مركز «ميموريال سلون كيترينج للسرطان» في نيويورك، بقيادة الدكتور فينود بالاشاندران، أورام المرضى وشحنوا عينات منها إلى ألمانيا. وهناك، قام العلماء في شركة بيونتك، الشركة التي صنعت لقاحاً ناجحاً للغاية وقف بوجه فيروس كورونا بالتعاون مع شركة فايزر الأميركية، بتحليل التركيب الجيني لبروتينات معينة على سطح الخلايا السرطانية، وفق ما ذكرته «نيويورك تايمز» الأميركية.

تقنية الرنا المرسال

باستخدام هذه البيانات الجينية، أنتج علماء «بيونتك» الألمانية لقاحات شخصية مصممة لتعليم جهاز المناعة لكل مريض لمهاجمة الأورام.

ومثل لقاحات كورونا، اعتمدت لقاحات السرطان على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال mRNA، وفي هذه الحالة، أمرت اللقاحات خلايا المرضى بصنع بعض البروتينات نفسها التي في الأورام المستأصلة، مما قد يؤدي إلى استجابة مناعية يمكن أن تكون مفيدة ضد الخلايا السرطانية الفعلية.

ويقول الدكتور أنيربان ميترا اختصاصي في مركز أندرسون للسرطان وجامعة تكساس، والذي لم يشارك في الدراسة: «هذا هو أول نجاح يمكن إثباته، وسأطلق عليه نجاحاً، على الرغم من الطبيعة الأولية للدراسة، لقاح mRNA ضد سرطان البنكرياس، بهذا المعيار إنه علامة فارقة».

مشكلة التكلفة

كانت الدراسة صغيرة وشملت فقط 16 مريضاً، جميعهم من البيض، تلقوا اللقاح، وهو جزء من نظام علاجي يشمل أيضاً العلاج الكيميائي ودواء يهدف لمنع الأورام من التهرب من الاستجابات المناعية للأشخاص، ولم تستطع الدراسة استبعاد عوامل أخرى غير اللقاح الذي ساهم في نتائج أفضل لدى بعض المرضى.

وتأتي مشكلة التكلفة لتقف عائقاً أمام انتاج هذه اللقاحات حيث تقول الدكتورة نيه زيدي اختصاصية سرطان البنكرياس في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: «تعتبر التكلفة عائقاً رئيسياً أمام استخدام هذه الأنواع من اللقاحات على نطاق أوسع»، مضيفةً: «يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاوتات في وصول هذه اللقاحات لمن يستحقونها».

وبدأ المرضى في تلقي اللقاحات عن طريق الوريد بعد تسعة أسابيع تقريباً من إزالة الأورام – كانت علامة واعدة، كما قال الخبراء.

ولكن منذ بداية الدراسة، اختصرت «بيونتك» العملية إلى أقل من ستة أسابيع، كما قال الدكتور أوغور شاهين، أحد مؤسسي الشركة، الذي عمل على الدراسة، في النهاية، تعتزم الشركة أن تكون قادرة على صنع لقاحات السرطان في غضون أربعة أسابيع.

نتائج أخرى

في المرضى الذين لا يبدو أنهم يستجيبون للقاح، كان السرطان يميل إلى العودة بعد حوالي 13 شهراً من الجراحة، على الرغم من ذلك، لم تظهر على المرضى الذين استجابوا أي علامات انتكاس خلال ما يقرب من 18 شهراً تم تتبعهم فيها

ومن المثير للاهتمام أن أحد المرضى أظهر دليلاً على استجابة مناعية تنشط باللقاح في الكبد بعد نمو غير عادي هناك اختفى النمو (الورم) لاحقاً بعد الكشف عنه باختبارات

وتقول الدكتورة نينا بهاردواج، التي تدرس لقاحات السرطان في مدرسة إيكان للطب بنيويورك: «إنها بيانات مؤكدة جيدة أن اللقاح يمكن أن يصل إلى مناطق الورم الأخرى هذه»

ولعقود من الزمن كافح العلماء لإنتاج لقاحات للسرطان، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنهم دربوا جهاز المناعة على البروتينات التي في الأورام والخلايا الطبيعية على حد سواء

ويقول الدكتور إيرا ميلمان، نائب رئيس علم المناعة السرطانية في شركة جينينتيك: «إن تخصيص اللقاحات للبروتينات الطافرة الموجودة فقط في الخلايا السرطانية، من المحتمل أن يساعد في إثارة استجابات مناعية أقوى وفتح طرق جديدة لعلاج أي مريض بالسرطان»

معلومات عن اللقاح

اللقاح اعتمد على التقنية نفسها المستخدمة ضد «كورونا»

أثار استجابة مناعية لدى نصف المرضى الذين جرى تطعيمهم

لم يظهر على الأشخاص المطعَّمين به أي انتكاسة للسرطان خلال فترة الدراسة

الشركة تقوم بإنتاج لقاح مخصص لسرطان البنكرياس لكل مريض على حدة.

المرضى يتلقون اللقاحات عن طريق الوريد بعد 9 أسابيع من إزالة الأورام.

شركة «بيونتك» تؤكد أنها ستسرِّع عملية إنتاج اللقاح لتصل إلى 4 أسابيع.

التجربة أظهرت أنه يمكن أن يقضي أيضاً على الأورام التي انتقلت من البنكرياس إلى الكبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى