تقرير درة | يوم التأسيس السعودي.. مناسبة وطنية تجسد العمق التاريخي والحضاري المتنوع للمملكة

تكبير الخط ؟
يحتفل شعب المملكة اليوم بذكرى يوم التأسيس السعودي، والذي يعكس العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، ومدى ارتباط أبناء الوطن بقادته، واعتزازًا بالوحدة الوطنية التي أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.
ويهدف الاحتفاء بيوم التأسيس السعودي، إلى الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية الأولى التي أسست على يد الإمام محمد بن سعود، وما أرسته الدولة من الوحدة والاستقرار والأمن، واستعادتها لقوة جذورها وقادتها منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.
ويعد يوم التأسيس استذكارًا لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، ومدى صمودها والدفاع عنها أمام الأعداء، واعتزازًا بإنجازات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز البناء والوحدة والاستقرار للوطن.
ويرمز يوم التأسيس السعودي إلى العمق التاريخي والحضاري لها، والذي يشير إلى الإرث الثقافي المتنوع الذي تحظى به المملكة، كما يبرز إسهمات الأئمة والملوك والمواطنين في خدمة وطنهم العزيز.
وتتجذر بداية الدولة إلى عهود بعيدة وليست بالقريبة، حيث تمتد إلى عهد ما قبل الإسلام، فقد بدأت مطلع القرن الخامس الميلادي في وسط الجزيرة العربية وأسست اليمامة التي تمركزت في منطقة العارض في نجد، لتصبح بعد ذلك جزء من الدولة النبوية عند ظهور الإسلام.
وبعد انقضاء عهد الخلافة الراشدة، عادت جذور الدولة في منتصف القرن التاسع الهجري، وتحديداً في عام 850م/1446م، والتي ستبرز لاحقاً، عندما أسس مدينة الدرعية الثانية، بعد أن تزعزع الاستقرار في الجزيرة العربية، وساد فيها الإهمال والضعف وهُجرت وأصبحت في طي النسيان.
وتوالت الأحداث حتى تهيأت المنطقة لمرحلة جديدة، وذلك عندما تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في منتصف عام 1139هـ (فبراير 1727م)، حيث نقل الدرعية من الضعف والانقسام، إلى توحيدها واستقلالها السياسي، ليؤسس الدولة السعودية الأولى، وعاصمتها الدرعية.
وعندما تولى الإمام محمد بن سعود الحكم، عمل على تأسيس الوحدة فيها، وتأمين الاستقرار والأمن داخلها وفي محيطها من البلدات والقبائل وحماية طرق الحج والتجارة والاقتصاد، والتوسّع في بناء وتنظيم أسوار الدرعية، وتوحيد المناطق في وسط الجزيرة العربية.
وبفضل عزم ورؤية الملك المؤسس، ومعرفته بأحوال المنطقة، فقد تمكن من تحقيق طموحه، وتجسيد عزمه ليتشكل في دولةٍ مستقرة ومزدهرة، تشكل بداية المرحلة الأولى من توحيد الدولة السعودية الأولى الذي اكتمل في عهد أبنائه وأحفاده.
لطالما شكلت الدرعية في عصر الدولة السعودية الأولى مركزًا حضاريًا للعلم والثقافة والتجارة والاقتصاد، وتعززت بنشر العلم والتعليم والتطوير والتنمية، حتى أضحت الدرعية نموذجًا متطورًا، وتحولت من دولة مدينة إلى دولة واسعة توحّد كل الأرجاء.
ويعود تاريخ بناء الدرعية للعام 850هـ، حيث أسست الدولة السعودية الأولى بعد أن عانت الجزيرة العربية من الإهمال وعدم الأمان والاستقرار، وتوالت الأحداث التي ساهم فيها العديد من الأئمة والملوك وصولًا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وجهود ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
يذكر أن، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أصدر أمرًا ملكيًا بأن يكون يوم 22 فبراير يومًا للتأسيس، وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م.