
تكبير الخط ؟
ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية، الذي تنظّمه جمعية السينما بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام، تواصلت يوم السبت 19 أبريل عروض المهرجان وبرامجه الثقافية والمهنية، وسط حضور متنوع من صُنّاع الأفلام، والنقّاد، والمثقفين، وجمهور يتعطش لقصص تُروى من قلب الشاشة.
انطلقت العروض منذ الرابعة عصرًا في ثلاث قاعات رئيسة: السينما، المسرح، ومسرح الاستوديو بمعرض الطاقة، حيث توزعت الأفلام بين الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، إلى جانب عروض محور “سينما الهوية”، وبرنامج “أضواء على السينما اليابانية” الذي يحتفي بتجارب فنية آسيوية ذات طابع ثقافي متجذر.
في المسرح، قُدمت مجموعة من الأفلام ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، شملت: “خدمة للمجتمع” لجعفر آل غالب، “1/2 رحلة” لرنا وائل، “تراتيل الرفوف” لهناء الفاسي، “ونِعِم” لمساعد القذيفي، و”قن” لمجتبى الحجي، إلى جانب فيلم “سارح” لجواهين زنطار ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية. كما شهد المسرح عرض فيلم “سوار” لأسامة الخريجي، و”إسعاف” للمخرج البريطاني كولن تيج، وكلاهما يُشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
أما في قاعة السينما، فقد تنوعت العروض بين أفلام مسابقة الأفلام الروائية القصيرة مثل: “هو اللي بدأ” لعبدالله العطاس، “ملكة” لمرام طيبة، “شريط ميكس” لعلي أصبعي، “علكة” لبلال البدر، “أختين” لوليد القحطاني، و”يوم سعيد” لعبدالله الزوعري، إضافة إلى أفلام من مسابقة الأفلام الوثائقية مثل: “عثمان في الفاتيكان” لياسر بن غانم، و”عندما يشع الضوء” لريان البشري. كما تضمّنت العروض أيضًا: “انصراف” لجواهر العامري، “ناموسة” لرنيم ودانة المهندس، “الإشارة” لناصر القطان، و”كرفان روان” لأحمد أبو العصاري. وضمن برنامج “أضواء على السينما اليابانية”، عُرض فيلمان للمخرج كوجي يامامورا: “قصير للغاية” و”جبل الرأس”. كما قدّم يامامورا ماستر كلاس بعنوان “تجربتي في عالم الرسوم المتحركة”، استعرض خلاله تجربته الإبداعية على مدار 40 عامًا، مع التركيز على عمله الشهير “MT. Head” (2002) المرشح للأوسكار، موضحًا كيف يستلهم أفكاره ويجسّد جوهر الحكاية في الصورة المتحركة.
وفي مسرح الاستوديو بمعرض الطاقة، عُرضت أربعة أفلام ضمن برنامج “أضواء على السينما اليابانية”: “كابوراجي” لريسا ناكا، “توما ٢” ليوهي أوسابي، “العالم الجديد” لتومومي موراقشي، و”الأزرق والأبيض” لهايرويوكي نيشياما. كما قُدمت ثلاثة أفلام ضمن محور “سينما الهوية”: “احتفظ” للويس روز، “في غرفة الانتظار” لمعتصم طه، و”على قبر والدي” لجواهين زنطار. واختُتمت العروض بفيلم “هوبال” لعبدالعزيز الشلاحي، المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
وفي القاعة الكبرى، تواصلت اللقاءات التخصصية التي تشكل أحد أعمدة المهرجان، إذ استُهل البرنامج بـ جلسة عرض مشاريع سوق الإنتاج (Pitching)، التي قدّم فيها صُنّاع أفلام مختارون مشروعاتهم أمام ممثلين من قطاع الإنتاج والتمويل. وتلتها ندوة برنامج الابتعاث الثقافي، التي ناقشت جهود وزارة الثقافة في تأهيل وتمكين الكوادر الوطنية في التخصصات الفنية والثقافية، بمشاركة الدكتورة تهاني الدسيماني، وأدار الحوار الدكتور عبدالرحمن الغنام.
كما تناولت جلسة ماستر كلاس “كواليس إنتاج الأفلام المستقلة” التحديات التي تواجه الإنتاج الذاتي من الفكرة إلى الشاشة. وضمن البرنامج نفسه، قُدمت جلسة ماستر كلاس بعنوان “معادلة النجاح الجماهيري والفني: فيلم هوبال نموذجًا”، قدّمها المخرج عبدالعزيز الشلاحي والكاتب مفرج المجفل، الثنائي الذي قدّم أعمالًا بارزة تمزج بين الجاذبية الجماهيرية والبعد الفني، مثل “المسافة صفر” و”حد الطار” و”هوبال”. تناولت الجلسة التحديات التي واجهاها خلال تطوير الفيلم، والعناصر التي دعّمت نجاحه، ورؤيتهما في بناء سينما محلية بلغة عالمية.
وشهد معمل تطوير السيناريو مناقشات لعدد من السيناريوهات غير المنفذة، بإشراف نخبة من المتخصصين، ضمن برنامج يهدف إلى تحسين المهارات الفنية وتمكين صنّاع الأفلام من تحويل القصص المحلية إلى مشاريع قابلة للتنفيذ عالميًا.
واختُتم البرنامج الثقافي بـ جلسة توقيع كتب ضمن إصدارات مبادرة الموسوعة السعودية للسينما التي أطلقتها جمعية السينما، وقد أقيمت في الساعة 21:15، شارك فيها كل من:
أمين صالح بكتابه “أليخاندرو إيناريتو وشعرية الصدفة”
محمد الفهادي بكتابه “إيقاع السيناريو: فن التحكم في الزمن”
وأدار الحوار الإعلامي عبدالوهاب العريض.
وتواصلت الجلسات الحوارية مع المخرجين بعد عدد من العروض الأولى، في سياق يعزز من التفاعل المباشر بين صنّاع الأعمال والجمهور.
وشهدت السجادة الحمراء مساء اليوم توافد عدد من صنّاع الأفلام وضيوف المهرجان، حيث خُصصت جلسات تصوير لفريق بعض الأفلام المشاركة، في مشهد احتفالي يرسّخ طابع المهرجان التفاعلي، ويجعل من كل لحظة فيه فرصة للقاء وتبادل الرؤى والبصمة البصرية.
ويمضي المهرجان في ترسيخ دوره بوصفه منصة سينمائية ثقافية، لا تُقدّم الأفلام فحسب، بل تحفّز الحوار، وتستثمر في العلاقات، وتدفع بصنّاع الصورة إلى فضاء أوسع من التلاقي مع جمهور متعطش ومشهد سينمائي يتشكّل بثقة.
بيان اليوم الثاني-مهرجان أفلام السعودية