تقرير درة | دور العقل في التغلب على السرطان والتعافي منه

تكبير الخط ؟
يمكن أن تساعد الصحة العقلية والحالة النفسية للأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالسرطان، في التغلب على المرض الخبيث، حيث لا تقتصر مراحل التعافي منه على العلاجات الطبية فحسب.
ويقول الباحثون، أن التعافي من السرطان لا يقتصر على الجانب البدني فحسب، بل للصحة النفسية دورٌ بالغ الأهمية، حيث إن التعامل مع التوتر، والتمسك بالإيجابية، وبناء الدعم، كلها عوامل تُحسّن نتائج العلاج وتعزز الصحة النفسية بشكل ملحوظ.
وفي هذا الصدد، سوف نتعرف من خلال هذا التقرير على العلاقة بين الحالة النفسية والتعافي من الإصابة بالمرض الخبيث، ودور العقل في علاج السرطان، وذلك وفقًا لما أورده موقع “تايمز ناو”.
يقول الخبراء، إن السرطان لا يُصيب الجسد فحسب، بل يُؤثر على العقل أيضًا، وغالبًا ما يُثير التشخيص موجةً عارمة من المشاعر، مثل الخوف، والارتباك، والقلق، وحتى الغضب.
تُركز معظم خطط العلاج على الجوانب الجسدية – الجراحة، والعلاج الكيميائي، والإشعاعي، ولكن ماذا عن حالتك النفسية؟.. فقد اتضح أن هذا ليس مجرد هراء عاطفي، بل هو جزءٌ أساسي من عملية التعافي.
ويوضح الدكتور ديباك جها، رئيس قسم جراحة الثدي واستشاري أول في جراحة الأورام بالهند، أن الأبحاث تُظهر باستمرار وجود صلة قوية بين الصحة النفسية ونتائج العلاج.
وأضاف: “المرضى الذين يُحسنون إدارة ضغوطهم ويحافظون على نظرة تفاؤلية، يميلون إلى تحمل العلاجات بشكل أفضل والالتزام بخطط التعافي الخاصة بهم”.
بالطبع الإيجابية لن تشفي السرطان، لكن التمتع بعقلية صحية وحالة نفسية جيدة، يمكن أن يُحسّن تعامل المرضى مع كل شيء، من الآثار الجانبية إلى النوم.
وتابع الدكتور جها، قائلا: “غالبًا ما تؤدي المرونة النفسية إلى تغذية أفضل، وراحة أفضل، والتزام أكبر بالنصائح الطبية اللازم اتباعها في مراحل العلاج من المرض”.
التوتر: التوتر خفي، إذا لم يُعالج، فإنه لا يُسبب شعورًا بالسوء فحسب، بل يؤثر أيضًا على جهاز المناعة، قال الدكتور جها: “يمكن أن يُضعف التوتر المستمر، أو القلق، أو الاكتئاب، المناعة، مما يُصعّب على الجسم التعافي ومقاومة العدوى أثناء العلاج”.
كما أن ارتفاع الكورتيزول، وهو هرمون التوتر قد يُسبب التعب، وقلة النوم، وانخفاض القدرة على تحمل الألم، مما يزيد من صعوبة التحديات الجسدية للسرطان.
العلاج ليس رفاهية بل هو شريان حياة..
إذًا، ما الذي يمكن أن يُساعد؟.. وفقًا للدكتور جها، يُعدّ دعم الصحة العقلية والحالة النفسية للأشخاص الذين يعانون من الإصابة بمرض السرطان، عاملًا حاسمًا في مراحل التعافي.
وأوضح أن “الاستشارات النفسية، ومجموعات الدعم، والممارسات القائمة على اليقظة الذهنية مثل التأمل أو اليوجا تُساعد في تخفيف الضيق النفسي”.
وأضاف، يُتيح التحدث مع مُعالج نفسي للمرضى مساحةً آمنةً للتغلب على مخاوفهم وحزنهم، بينما يُقلل التواصل مع الآخرين الذين يمرون بمواقف مُماثلة من الشعور بالوحدة الذي يُصاحب السرطان عادة.
قال الدكتور جها: “إن وجود العائلة والأصدقاء حول المريض يُحسّن حالته النفسية بشكل لا يستطيعه الدواء وحده”، فالأفعال البسيطة، سواءً كانت تحضير الطعام، أو القيادة إلى المواعيد، أو حتى مجرد الإنصات، تُشعره بالراحة والاستقرار وتلعب دورًا مهمًا في التعافي من المرض.