أخبار دولية

نيويورك تايمز تكشف شكل حكومة طالبان

درة - وكالات:  

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن طالبان التي تواجه تحديات كبيرة في بلد دمرته الحرب وعملية تحول صعبة من الحرب إلى الإدارة تخطط للإعلان عن حكومة دينية جديدة.

وفي اليوم الثالث على رحيل القوات الأمريكية، تحركت “طالبان” للتحضير لتعيين زعيم الحركة هيبة الله أخوند زاده زعيماً أعلى للبلاد.

وتواجه طالبان تحدياً كبيراً يتمثل في التحول من حركة تمرد إلى حكومة بعد عقدين قادت فيهما الحرب ضد القوات الدولية والحكومة الأفغانية وزرعت القنابل في الطرقات وخططت لعمليات تفجير في المناطق الحضرية. وبعدما نجحت في استعادة سيطرتها على البلاد بعد الإطاحة بها في 2001 تواجه مسؤولية إدارة بلد يصل عدد سكانه إلى 40 مليون نسمة وحطمته الحروب على مدى 40 عاما. وهناك مئات الآلاف ممن حولتهم الحرب إلى مشردين داخل وطنهم فيما يعيش معظم السكان في فقر مدقع وسط انتشار الجفاف ووباء كورونا.

ويتوقع أن تنفد المواد الغذائية التي قدمتها الأمم المتحدة لأفغانستان بنهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، حسب منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان رامز الأكبروف. ويواصل اقتصاد البلد التدهور بعدما جمدت الولايات المتحدة 9.4 مليارات دولار من احتياطي الحكومة الأفغانية في أمريكا، كانت تمثل جزءاً من عملية ضخ الأموال التي حافظت على استقرار الحكومة الهشة التي دعمها الغرب في كابول. كما قطعت المنظمات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشكل، القروض، وهو ما أثر على القدرة الشرائية للعملية الأفغانية مما زاد من معدلات التضخم. وتأثرت أيضاً إمدادات الكهرباء التي باتت متقطعة ولا يمكن الإعتماد عليها في كل الأوقات.

ويقول الكثير من الناس إن الخوف يبقيهم في بيوتهم بدلاً من العمل أو التسوق. ويعاني البلد الذي يعتمد على استيراد معظم طعامه ودوائه من الخارج من نقص حاد بالمواد الأساسية. ويواجه ثلث الأفغان ما أاعتبرته الأمم المتحدة “غياب الأمن الغذائي.

الفراغ السياسي
ولم يؤكد قادة طالبان موعد الإعلان عن الحكومة إلا أن الحركة تتعرض لضغوط متزايدة كي تملأ الفراغ السياسي الذي خلقه انهيار الحكومة التي دعمتها أمريكا وفرار الرئيس أشرف غني وعدد من المسؤولين بعد اقتراب قوات طالبان من العاصمة في 15 أغسطس (آب).

وقالت الصحيفة إن الشيخ هيبة الله أخوند زاده زعيم ديني ولكنه براغماتي من قندهار ومن المتوقع أن يتولى منصب المرشد للبلاد مثل منصب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران.

عبدالغني برادر وحقاني ويعقوب
وعقدت قيادة طالبان اجتماعاتها في قندهار. ومن المتوقع تعيين الملا عبد الغني برادر كمسؤول عن الحكومة وتصريف الشؤون اليومية في البلاد.

وقام الملا برادر بنفس الدور عندما قاد حكومة طالبان في المنفى حتى اعتقاله في باكستان عام 2010. وبعد ثلاثة أعوام في سجن باكستاني وسنوات أخرى في الإقامة الجبرية أفرج عنه في 2019، ثم قاد فريق التفاوض عن الحركة في مفاوضات السلام مع إدارة الرئيس دونالد ترامب وتوقيع اتفاق 2020.

ويتوقع أن يتولى سراج الدين حقاني حقيبة وزارية ومولوي محمد يعقوب نجل مؤسس طالبان الملا محمد عمر الذي قاد الحركة حتى وفاته عام 2013. وساعد حقاني في إدارة عمليات طالبان العسكرية وهو مسؤول عن شبكة حقاني التي عملت من المناطق القبلية في باكستان. وقامت شبكته بعمليات ضد القوات الأمريكية واغتيالات واختطاف رهائن.

مطار كابول
وقالت الصحيفة إن التطورات يوم الأربعاء أعطت الحركة جرعة من الواقعية، بعدما احتفل أنصارها يوم الأربعاء واستعرضوا المعدات العسكرية التي خلفها الأمريكيون. ويوم الثلاثاء قاد عناصر طالبان الصحافيين إلى الجزء العسكري من مطار كابول الذي دمر فيه الأمريكيون الطائرات والمروحيات.

وتواجه حركة طالبان معوقات في الحصول على الدعم الدولي أو الإعتراف الدبلوماسي. ودخلت علاقة الولايات المتحدة مع حركة التمرد السابقة إلى مرحلة متوترة جديدة يعتمد فيها كل طرف على قرار خصمه القديم. وتعاونت طالبان مع الولايات المتحدة في عمليات إجلاء الأمريكيين والأفغان الذين تعاونوا معهم، لكن هذا لا يعني كما قال لويد أوستن تعاوناً مستمراً. وقال للصحافيين في البنتاغون: “لن أقوم بعمل قفزات منطقية في القضايا الأوسع” و”من الصعب التكهن بمسار هذه الأمور”.

مواجهة “داعش”
ووصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مايك ميلي الحركة بالقاسية، لكنه لم يستبعد عمل الولايات المتحدة معها لمواجهة العدو المشترك وهو “داعش خراسان”. والسؤال هو عن حجم المساعدات الإنسانية التي سترسلها أمريكا لأفغانستان وكيف ستتأكد من وصولها للأفغان بدلاً من طالبان.

وهناك تحديات من جبهة المقاومة الوطنية التي أعلنت عن رفضها لحكم طالبان في وادي بانشير مع تقارير متضاربة حول تقدم مقاتلي طالبان في وقت قالت فيه الجبهة إنها صدت هجوماً من الحركة.

وترى الصحيفة أن تحول طالبان نحو الحكم قائم على نموذج حكومة الظل التي أدارتها على مدى السنوات الماضية على مستوى الأقاليم بل والقرى. ففي المناطق التي سيطرت عليها اعتمد السكان على حكومة الظل من أجل الحصول على المواد الأساسية وحل الخلافات القانونية بدلاً من البحث عن مساعدة الحكومة الفاسدة التي لم تكن قادرة أو مستعدة لخدمة المناطق البعيدة.

إقامات دائمة
وبعد عملية إجلاء استمرت 18 يوماً تم فيها إخراج أكثر من 123 ألف شخص معظمهم أفغاني، لم يبق إلا 100إلى 200 أمريكي قال بايدن إن بعضهم اختار البقاء، وآخرون لم يستطيعوا الوصول إلى مطار كابول. وهناك آلاف من الأفغان الذين عملوا مع القوات ومؤسسات الحكومة الأمريكية لا يزالون في أفغانستان ولدى بعضهم إقامات دائمة في الولايات المتحدة لكنهم لم يستطيعوا الخروج بعد سقوط كابول.

ومنحت طالبان تأكيدات أنها ستسمح لأي شخص لديه الأوراق الرسمية بالمغادرة بعيداً عن دوره في مساعدة الأمريكيين على مدى 20 عاماً.
ووعد المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد بعودة المطار للعمل في أيام قليلة، إلا أن الكثيرين حاولوا البحث عن مخرج بري عبر حدود الدول المحيطة بأفغانستان، ويتجمع يومياً المئات قرب معبر طوركم على أمل سماح السلطات الباكستانية لهم بالخروج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى