مهلاً رمضان لا تستعجل بالرحيل

تشبثوا بما بقى من رمضان ، فقد بدأ العد التنازلي لرحيله وها نحن قد دخلنا بالليالي العشرة الأخيرة منه ، ما اطول انتظارك يارمضان وما اسرع خطاك للرحيل ، يأتينا بعد انتظار احدى عشر شهراً فنستعد لاستقباله وإحياء لياليه ونهاره بالصيام والعبادات وما أن تبدأ أيامه الا يسارع الخطى للرحيل ، فمن انشغل عنه في بداياته او في الوسط منه يتشبث بما بقي منه من أيام وسويعات ليملأها بروحانية العبادة والذكر والدعاء فذلك هو الاستثمار الحقيقي والتجارة الرابحة ومن انفلت منه رمضان فلا يضيع ما بقي من لياليه وخاصة العشر الآواخر منه
فليكثر من الذكر والدعاء والصدقات وكل عمل خير فالأجور مضاعفة والحسنات تتزايد في رمضان وليس ذلك فحسب ولكن ليتحرى فيها الليلة الكبرى ليلة القدر ويدعي الله ان يبلغه تلك الليلة فما أعظمها وما أعظم أجرها ليلة نزل فيها القرآن ويقول عنها ( وما أدراك ما ليلة القدر ) ليلة من عظمتها أن من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه وكتب له من الأجور مايقارب الأربعة وثمانين عاماً وكأنك دعيت وصليت وذكرت الله ما يقارب هذه الأعوام يقول سبحانه في كتابه الكريم ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) وكما تختص هذه الليلة عن دونها من ليالي العام بأن فيها ينزل الملك جبريل عليه السلام والملائكة ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) فيا له من أمر عظيم الملائكة تنزل لتتفقد أهل القرآن والصلاح ، فلن يضيع هذه التجارة الرابحة والاستثمار المربح الا الخاسر .
فلنستقبل العشر الآواخر من رمضان بالإكثار من كل عبادة ودعاء وذكر ولنبتعد عن ما يشغلنا ويلهينا عنه فكل شيء سوف يعوض الا ضياع الوقت في رمضان فلا يعوضه شيء.
نسأل الله أن يتقبل فيه طاعاتنا وعباداتنا وان يعوده علينا جميعاً بالخير والقبول أعواماً عديدة إنه سميع الدعاء.