تقارير اخبارية

تقرير درة/ جائحة جديدة أم قلق عابر.. جدري القرود وعلاقته بالبابون

سجلت بعض الدول خلال الأيام الأخيرة الماضية، العديد من حالات الإصابة بفيروس جدري القرود النادر حول العالم.

وأكد المختصين أن أعداء الإصابات المسجلة تتزايد بسرعة عالية، الأمر الذي دفع الجميع لطرح التساؤولات عن مرض جدري القرود وعلاقته بقردة البابون، وهل العالم على أعتاب جائحة جديدة أم لا؟..

جدري القرود:

إن عدوى جدري القرود من الأمراض النادرة التي تسببها الإصابة بفيروس جدري القرود.

ويعتبر هذا الفيروس من فصيلة فيروس الجدري، التي تنحدر منها الفيروسات المسببة لبعض الأمراض المعدية الأخرى.

وانتقل هذا الفيروس إلى البشر لأول مرة في عام 1970م، وذلك عن طريق الحيوانات البرية والقوارض، وكان يستوطن في عدد محدود من بعض دول أفريقيا.

ويصيب جدري القرود حيوانات ثديية أخرى مثل السناجب والجرذان.

ويسبب مرض جدري القرود أعراضًا شبيهة بأعراض الجدري ولكن أقل حدة.

وعلى الرغم من أن غالبية حالات الإصابة بالمرض هي حالات طفيفة غالبًا ما يتعافى المريض منها دون الحاجة لعلاج، إلا أنه من الوارد وفي بعض الحالات أن يتفاقم المرض لتظهر أعراض حادة قد تؤدي إلى الوفاة.

ويعد جدري القرود أكثر شيوعًا بشكل خاص في القارة الأفريقية، حيث سجلت غالبية الإصابات بهذا المرض في بعض دول غرب ووسط أفريقيا، لا سيما في المناطق التي تحتوي على غابات مطرية.

وفي الأيام الأخيرة الماضية، تم تسجيل اكثر من 80-100 إصابة موثقة في اكثر من 12 دولة، 50 حالة منها غير مؤكدة.

والجدير بالذكر، ان حالة واحدة فقط من الحالات المسجلة كانت لشخص عاد مؤخرًا إلى بريطانيا من نيجيريا، وهي دولة سبق لفيروس جدري القرود الظهور فيها بشكل متكرر في الاعوام الماضية.

أما باقي الحالات فهي لأشخاص لم يسبق لهم السفر لاي من الدول التي ظهر فيها الفيروس خلال الأعوام الماضية.

وسجلت بعض الدول حالات إصابة موثقة بالفيروس، حيث أعلنت بريطانيا تسجيل 20 حالة مؤكدة، وإسبانيا 30 حالة مؤكدة، البرتغال 14 حالة مؤكدة، كندا 2 حالة مؤكدة.

وهناك دول اخرى، مثل: ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، والسويد، وإيطاليا، وهولندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا.

اعراض فيروس جدري القرود

حمى، آلام في العضلات، صداع، بثور وطفح جلدي، وتورم العقد الليمفاوية.

ويمكن للمريض ان ينقل الفيروس إلى الاخرين بمجرد بدء ظهور البثور، لكن وعندما تجف هذه البثور وتتساقط كاشفة عن بشرة سليمة اسفلها يصبح الفيروس غير معدي.

مدى إمكانية انتقال الفيروس وانتشار العدوى

يعتبر فيروس جدري القرود بطيء الانتشار بعكس فيروس كورونا، وفرص انتقاله من شخص لآخر ضئيلة.

وتبعًا لمنظمة الصحة العالمية فإن حالات الإصابة المتزايدة حول العالم تعد غير نمطية، لا سيما وانها سجلت في دول لم يسبق تسجيل اي إصابة بالفيروس فيها منذ بداية ظهور الفيروس في الخمسينات من القرن الماضي.

لكن يعتقد ان هذا الانتشار غير المسبوق يمكن تفسيره من خلال إحدى الفرضيات الاتية التي لا تزال قيد البحث:

الفرضية الاولى: ان السلالة الاخذة بالانتشار هي سلالة جديدة، لكن ما من ادلة تدعم هذه الفرضية بعد.

الفرضية الثانية: تدني المناعة عالميًا تجاه هذا النوع من الفيروسات، لا سيما وان لقاح الجدري لم يعد شائع الاستخدام.

وتنتقل العدوى بفيروس جدري القرود إلى الإنسان عن طريق الملامسة المباشرة للدماء أو الإفرازات المخاطية للحيوان المصاب.

ويمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ، أو ملامسة بثور المرض، أو الأدوات، أو الأسطح الملوثة.

ويرى الخبراء أن فترة حضانة الفيروس تكون من 7 – 14 يوماَ، ويمكن أن تستمر لـ21 يوماً.

الوقاية وطرق العلاج

ينصح المختصين بتجنب مخالطة المصابين وارتداء القفازات والكمامة أثناء الاعتناء بالمرضى وتجنب ملامسة الحيوانات المصابة.

ويجب غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام المعقم، للحد من انتشار العدوى.

وبالنسبة للعلاج، فلا يوجد لقاح لفيروس جدري القرود، لكن قد تكون بعض انواع اللقاحات المتاحة لفيروسات تنحدر من ذات عائلة هذا الفيروس فعالة في درء الفيروس.

نسبة القلق من فيروس جدري القرود:

على الرغم من ان هذا الفيروس قد يسبب الوفاة بنسبة 10%، إلا ان البيانات العلمية -وعلى الصعيد الإيجابي- تشير إلى أن المضاعفات الصحية المرتبطة بالفيروس طفيفة، وغالبًا ما يشفى المصاب خلال اسابيع دون الحاجة للعلاج.

ولم تسجل اي حالات وفاة إلى الآن، وحالات الإصابة المسجلة عالميًا تعد مستقرة.

كما أن الأعراض المرافقة للفيروس واضحة، مما يجعل من السهل رصده وعزل المصابين به مبكرًا على عكس كورونا.

وعلى ضوء ما سبق، فإن قابلية انتشار المرض وانتقال العدوى وتحولها لوباء او جائحة تعد ضئيلة.

علاقة فيروس جدري القرود بالبابون:

نفى المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالمملكة صدور أي إعلان عن علاقة قرود البابون بعدوى الجدري المنتشرة حاليًا في بعض الدول.

وأطلق المركز حملات توعوية بعدم إطعام قرود البابون، وعدم ترك المخلفات في أماكنها غير المخصصة، وعدم اقتنائها وتربيتها في المنازل، أو تكييفها للعيش في غير بيئتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى