كيف يرى الكفيف؟

سؤال لطالما سمعناه أو ورد في أذهان الكثيرين، كيف يرى الكفيف؟ حينما يرى أحدكم كفيفًا في مكان ما أو في العمل أو حتى في الشارع، فمن الشائع عند الأغلبية اتساع مفهوم مصطلح الكفيف، في منظورهم كل كفيف لا يرى سوى العتمة، ولكن الواقع هناك أنواع من الإعاقة البصرية وكل نوع له مسار وتعامل خاص مختلف عن نظيره، فهناك كفيف كلي وكفيف جزئي كما أن الكفيف من الولادة يختلف عن حديثي الكف.
الكفيف الكلي قد يكون كف بصره من الولادة أو تعرض لحادث أو خطأ طبي، كما ان التعامل مع الكفيف من الولادة في الحركة على سبيل المثال يختلف نوعا ما عن الكفيف الجزئي وحتى في وصفك للأشياء من حوله كونه لم ير ما حوله من قبل.
ولا ننسى مدى تأثر الجانب النفسي عند حديثي الكفف لما تعرض له من صدمة لحظة تغير حياته وكيفية التعامل في حياته اليومية وهنا يتجلى دور الأسرة في احتواء الحالة وكيفية تخطي الصدمة، كما أن دور المجتمع هو الدور الأساسي في إعطاء ضعف ذوي الإعاقة البصرية حقهم في حياة طبيعية مثلهم مثل نظرائهم في المجتمع.
سأفصل لكم من واقع تجربة كوني إحدى الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية , فالإعاقة البصرية لها عدة أنواع قد تكون إعاقة بصرية فقط وقط تكون مزدوجة أي مصاحبة لأنواع أخرى من الإعاقات فقد يصاحبها الإعاقة السمعية أو الحركية أو العقلية , فلنبدأ بالإعاقة البصرية التي يندرج تحتها أنواع : كف كلي وكف جزئي, فالكفيف الكلي لا يرى سوى العتمة وقد يكون منذ الولادة أو جراء خطأ طبي أو أصيب به تدريجيا إثر الأمراض التي تصاب بها العين مثل الاتهاب الصبغي أو التهاب الشبكية , والكف الجزئي قد يكون على شكل رؤية ضبابية أو جزء من الإبصار معتم والجزء الاخر مبصر , كما أن القسم الثالث من أنواع الإعاقة البصرية وهو ضعف النظر الشديد الذي يكون فيه الإبصار شبه ضبابي يمنع من رؤية تفاصيل الأشياء من حوله ويزيد الضعف خصوصا في أشعة الشمس أو الأنوار العالية .
وبما أننا في عصر السرعة والتقنية فهناك الوسائل المساعدة التي تعاون الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في حياتهم اليومية فعلى سبيل المثال هناك وسائل تقنية عن طريق الهواتف الذكية باستخدام قارئ الشاشة حيث أن هناك تطبيقات منها ما يقرأ محتويات الصور ومنها ما يساعده على معرفة الطريق بواسطة الخرائط في الواقع المعزز ومنا ما يصله بمتطوعين يعاونونه بكل ما يحتاجه , كما أن الكفيف بإمكانه الاعتماد على نفسه في التنقل والحركة إذا ما نمى مهارته باستخدام العصا البيضاء أو تنمية حواسه الأخرى كالسمع فبإمكانه تحديد الأماكن والمداخل والمخارج على سبيل المثال لو كان الكفيف يمشي في طريقه للمكتب داخل المبنى بمكانه تحديد البوابة من خلال سماعه لأصوات الشارع أو صوت البوابة أثناء الفتح والغلق أو تحديد المصاعد من خلال أصوات المصعد التي يصدرها أثناء فتح وإغلاق باب المصعد وحتى عن طريق ترددات الأصوات (الصدى) حتى عن طريق حساب الخطوات , بالإضافة إلى وسائل الوصول الشامل لتسهيل حركة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في المنشآت والأماكن العامة من خلال المسارات الأرضية المخصصة أو أعين القطط التي توضع على بدايات السلالم والمنعطفات .
ومن خلال ما تطرقت له في المقال ما يؤكد أن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية لديهم الإمكانيات والمقدرة على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي مثل نظائرهم في المجتمع كما هو حق من حقوقهم لذا وجب على المجتمع وكل جهة مسؤولة ان تمنحهم الفرصة لإثبات أنفسهم للعالم.