المجتمع والصحة

تقرير درة | اليد الثالثة للتدخين.. وتأثيرها على الجلد

درة - قسم التحرير :  

تشير الأبحاث والدراسات خلال السنوات الأخيرة الماضية، إلى وجود أضرار جديدة تُضاف إلى أضرار التدخين السلبي.

وأطلق الباحثون على هذه الأضرار اسم “اليد الثالثة” للتبغ، وهى تطال جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال، وتسبب عواقب صحية وخيمة.

ويعرف مصطلح “اليد الثالثة للتدخين” (THS)، بأنه عبارة عن الملوثات المتبقية في مكان التدخين على الأسطح وفي الغبار المحيط بعد تدخين التبغ.

ويمكن أن يبقى تراكم الدخان المنبعث من السجائر المحترقة على الأسطح، مثل الملابس والأثاث والسيارات إلى أجل غير مسمى.

ويتسبب الدخان المنبعث والمتراكم على الأسطح، في أضرار بالغة على المدى الطويل، لكل من المدخنين وغير المدخنين، كالإصابة بالسكري والسرطان والأمراض الجلدية.

ويأتي مصطلح “اليد الثالثة للتدخين” بعد “اليد الأولى”، والتي تتمثل في الدخان الذي يتنشقه المدخن مباشرة، و”اليد الثانية”، وهي الدخان السلبي الذي يتنشقه من يوجد في المحيط المباشر للمُدخّن.

أما “اليد الثالثة”، فهو دخان يحتوي على النيكوتين الذي يتفاعل كيميائيا مكونًا جزيئات سامة صغيرة جدا يسهل دخولها إلى الجسم.

ووجد فريق بقيادة باحثين في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد مؤخرًا، أن التعرض الحاد للجلد لـ”اليد الثالثة للتدخين” يرفع المؤشرات الحيوية المرتبطة ببدء الأمراض الجلدية، مثل التهاب الجلد التماسي والصدفية.

وكان شين ساكاماكي تشينغ، وهو طالب دراسات عليا سابق في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد تخرج بدرجة دكتوراه في علم الأحياء الخلوي والجزيئي والنمو في مارس 2022، ضمن فريق البحث.

وقال، وجدنا أن تعرض جلد الإنسان لليد الثالثة للتدخين يؤدي إلى ظهور آليات مرض الجلد الالتهابي، ويرفع من المؤشرات الحيوية البولية للأضرار المؤكسِدة.

وتابع، يمكن أن يؤدي ذلك، إلى الإصابة بأمراض أخرى، مثل السرطان وأمراض القلب وتصلب الشرايين.

والمثير للقلق، أن التعرض الجلدي الحاد لليد الثالثة للتدخين، يحاكي الآثار الضارة لتدخين السجائر.

وأشار الباحثون إلى أنه تم جمع عينات الدم والبول من المشاركين في الدراسة على فترات منتظمة، لتحديد التغيرات البروتينية وعلامات الإجهاد التأكسدي الناجم عن “اليد الثالثة للتدخين.

وقال ساكاماكي تشينغ، وهو عالم أبحاث في Kite Pharma في كاليفورنيا، ويقود فريق الخلايا الجذعية: “وجدنا أن التعرض الحاد لليد الثالثة للتدخين يتسبب في أضرارا بالغة بالصحة العامة”.

وأضاف، تسبب “اليد الثالثة للتدخين” في ارتفاع المؤشرات الحيوية البولية للأضرار التأكسدية للحمض النووي، والدهون، والبروتينات، وتظل هذه المؤشرات الحيوية مرتفعة بعد توقف التعرض.

وتابع، يُظهر مدخنو السجائر نفس الارتفاع في هذه المؤشرات الحيوية، ويمكن أن تساعد النتائج التي توصلنا إليها، الأطباء في تشخيص المرضى المعرضين لليد الثالثة للتدخين.

وقال، ويمكن أن تساعد في تطوير سياسات تنظيمية، تتعامل مع معالجة البيئات الداخلية الملوثة باليد الثالثة للتدخين.

وأوضح برو تالبوت، أستاذ بيولوجيا الخلية الذي عمل ساكاماكي تشينغ في مختبره، أن الجلد هو أكبر عضو يتصل بـ”اليد الثالثة للتدخين”، وبالتالي قد يتلقى أكبر قدر من التعرض.

وتابع: “يُظهر مدخنو السجائر نفس الارتفاع في هذه المؤشرات الحيوية. ويمكن أن تساعد النتائج التي توصلنا إليها الأطباء في تشخيص المرضى المعرضين لليد الثالثة للتدخين، والمساعدة في تطوير سياسات تنظيمية تتعامل مع معالجة البيئات الداخلية الملوثة باليد الثالثة للتدخين”.

وأوضح برو تالبوت، أستاذ بيولوجيا الخلية الذي عمل ساكاماكي تشينغ في مختبره، أن الجلد هو أكبر عضو يتصل بـ”اليد الثالثة للتدخين” (THS)، وبالتالي قد يتلقى أكبر قدر من التعرض.

وقال تالبوت، مؤلف الورقة المشارك: “هناك نقص عام في معرفة استجابات صحة الإنسان للتعرض لليد الثالثة للتدخين.

وكانت حالات التعرض لـ”اليد الثالثة للتدخين”، التي تعرض لها المشاركون قصيرة نسبيا، ولم تسبب تغيرات مرئية في الجلد.

ومع ذلك، فإن المؤشرات الحيوية الجزيئية في الدم المرتبطة بتنشيط المرحلة المبكرة من التهاب الجلد التماسي والصدفية وأمراض الجلد الأخرى كانت مرتفعة.

وأشار تشينغ: “هذا يؤكد فكرة أن التعرض الجلدي لليد الثالثة للتدخين، يمكن أن يؤدي إلى البدء الجزيئي للأمراض الجلدية التي يسببها الالتهاب”.

ويخطط الفريق الآن، لتقييم مخلفات السجائر الالكترونية، التي يمكن أن تلامس جلد الإنسان، وتأثيرها على الصحة العامة لجميع الفئات العمرية.

يذكر أن هذه الدراسة التي نشرت في مجلة eBioMedicine، الأولى من نوعها التي يتم إجراؤها على البشر المعرضين جلديا لـ”اليد الثالثة للتدخين” (THS)، بحسب موقع ميديكال إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى