تقرير درة | ارتباط السكتة الدماغية بالإنفلونزا والأمراض الموسمية الشبيهة

تكبير الخط ؟
تزايد قلق العلماء خلال السنوات الأخيرة، بشأن ارتباط محتمل بين خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وبين الإصابة بالإنفلونزا وأيضا بالأمراض الموسمية الشبيهة.
وتحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف، أو يتعرقل تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ مما يحرم أنسجة الدماغ من الأكسجين الضروري جدًا والتغذية، ومن جراء ذلك تتعرض خلايا المخ للموت خلال دقائق قليلة.
وتشكل السكتة الدماغية الإقفارية، وهى أحد أنواع السكتة الدماغية، حوالي 80% من الحالات، وتحدث عندما تضيقّ شرايين الدماغ أو تنسدّ، مما يُسبب انخفاضًا كبيرًا في كمية الدم المزوّدة إلى الدماغ.
وبالتالي، يؤدي هذا منع تزويد الدماغ بالأكسجين ومواد الغذائية المختلفة، مما يُؤدي إلى موت خلايا الدماغ خلال دقائق معدودة.
وتؤثر الإنفلونزا على الجسم على المدى الطويل والقصير، ووجد أن الأمراض الشبيهة، والتي تشمل نزلات البرد وعدوى الجهاز التنفسي الحادة، ترتبط بها زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأشارت الدراسة التي أجرتها جمعية القلب الأمريكية، أن خطر الإصابة بسكتة دماغية إقفارية ارتفع بنسبة 40% تقريبا خلال فترة 15 يوما بعد الإصابة بالإنفلونزا، وظل هذا الخطر المتزايد ماثلا لمدة تصل إلى عام واحد.
وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة أميليا بوهمه، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة وعلم الأعصاب في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا في نيويورك: “كنا نتوقع أن نرى اختلافات في ارتباط السكتة الدماغية بالإنفلونزا بين المناطق الريفية والحضرية”.
وتابعت، بدلا من ذلك، وجدنا أن الارتباط بين الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والسكتة الدماغية كان متشابها لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية والحضرية، وكذلك لدى الرجال والنساء، وبين المجموعات العرقية”.
وهناك العديد من الآليات المقترحة لتفسير هذا الارتباط بين الإنفلونزا والسكتة الدماغية، ولكن لم يتم وصف سبب محدد لشرح هذا الارتباط.
ويعتقد الباحثون، أنه قد يكون بسبب الالتهاب الناجم عن العدوى، وهو عامل يلعب دورا رئيسيا في أمراض القلب.
وتشتمل أهم أعراض الإنفلونزا على، ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، آلام في الجسد، شعور بالتعب أو الإرهاق، سعال جاف، إلتهاب في الحلق، صداع في الراس، صعوبة في النوم، فقدان للشهية، إسهال، وآلام في البطن.
وكما هو الحال مع الحالات الصحية الأخرى، يمكن أن تتأثر كيفية تفاعل الجسم مع الإنفلونزا بمجموعة من العوامل، بما في ذلك استخدام مضادات الحيوية.
وقالت دراسة نُشرت أيضا عام 2019، قادها معهد فرانسيس كريك، إن هناك أدلة تشير إلى أن مضادات الحيوية تؤثر على كيفية تفاعل الجسم مع الإنفلونزا.
وأشار الباحثون، إلى أن أدلتهم قد أظهرت أنها أضعفت دفاعات الجسم.
وشرح الباحث الرئيسي في هذه الدراسة، الدكتور أندرياس واك: “وجدنا أن مضادات الحيوية يمكن أن تقضي على مقاومة الإنفلونزا المبكرة، مضيفين المزيد من الأدلة على أنه لا ينبغي تناولها أو وصفها باستخفاف”.
وبشأن تأثير مضادات الحيوية على الرئة، قال الدكتور واك: “فوجئنا باكتشاف أن الخلايا المبطنة للرئة، وليس الخلايا المناعية، هي المسؤولة عن مقاومة الإنفلونزا المبكرة التي تسببها الميكروبات”.
وتابع، “كانت ركزت الدراسات السابقة على الخلايا المناعية، لكننا وجدنا أن الخلايا المبطنة أكثر أهمية في المراحل المبكرة الحاسمة من العدوى، فهي المكان الوحيد الذي يمكن أن يتكاثر فيه الفيروس، لذا فهي ساحة المعركة الرئيسية في مكافحة الإنفلونزا”.
وأضاف: “ترسل بكتيريا الأمعاء إشارة تحافظ على استعداد الخلايا المبطنة للرئة للعراك، ما يمنع الفيروس من التكاثر بسرعة”.
يذكر أنه في السنوات الأخيرة، كان هناك قلق متزايد بشأن نمو الفيروسات المقاومة للمضادات الحيوية، والتي يمكن أن تهرب وتقاوم العلاج بالمضادات هذه.