تقرير درة | الفطريات المهددة للحياة

تكبير الخط ؟
أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO)، أول قائمة على الإطلاق تضم أكثر من اثني عشر نوعا من الفطريات، التي تشكل تهديدا للصحة العامة والحياة.
وتعرف الفطريات بأنها، مجموعة من المكروبات أحادية الخلية وغير متحركة، وتشمل الفطر المثمر عيش الغراب، والخمائر، والعفن، وفطريات تسبب أمراضًا في النباتات.
وتحتوي بعض الفطريات على جزيئات ببتيد مانّان، وهذه الجزيئات مسؤولة عن ردة الفعل المناعية للفطريات.
وتُسبب هذه الجزيئات أمراضًا لدى البشر، كما أنها تشكل الأساس في فحوصات الدم التي تُجرى لتشخيص العدوى من الفطريات.
وحددت منظمة الصحة العالمية من خلال قائمة أنواع الفطريات المهددة للحياة، 19 من مسببات الأمراض ذات الأولوية التي تنمو وتصبح مقاومة للعلاجات، بما في ذلك الخمائر والعفن.
وتكون الالتهابات الفطرية مسؤولة عن ما يقرب من 1.7 مليون حالة وفاة، وأكثر من 150 مليون إصابة شديدة، في جميع أنحاء العالم كل عام.
لكن العدوى التي انتشرت في المستشفيات، ويمكن أن تكون قاتلة للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، أصبحت أكثر انتشارا خلال الوباء.
وتفترس مسببات الأمراض، الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بما في ذلك أولئك الذين يحاربون “كوفيد-19”.
ويمكن أن تؤدي علاجات “كوفيد”، بما في ذلك الستيرويدات، إلى إضعاف دفاعات الجسم ضد الفطريات.
وتنشر منظمة الصحة العالمية قائمة مماثلة للبكتيريا الأكثر تهديدا، على الصحة العامة الحياة.
واستشهدت الصحة العالمية، بنقص عام في الاستثمار في دراسة الفطريات الخطرة، كسبب لتجميع قائمة مسببات الأمراض الفطرية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن مسببات الأمراض الفطرية، لا تزال تشكل تهديدا رئيسيا للصحة العامة.
ومع ذلك، يتم إنفاق القليل جدا من الموارد، على تطوير أدوية فعالة مضادة لهذه الفطريات المهددة للحياة والصحة العامة.
هذا، وقد أدى النقص التاريخي في الأبحاث المتعلقة بمسببات الأمراض الفطرية، إلى ترك فجوات في المعرفة حول التشخيص، وأيضا العلاجات القابلة للتطبيق.
وقالت الدكتورة حنان بلخي، مساعدة مدير مقاومة مضادات الميكروبات بمنظمة الصحة العالمية (AMR): “أن العدوى الفطرية تتزايد بسرعة كبيرة”.
وأضافت، “أصبحت العدوى الفطرية أكثر مقاومة للعلاجات، لتتحول إلى مصدر قلق لهيئات الصحة العامة في جميع أنحاء العالم”.
ونصحت هيئة الصحة، الحكومات، بتعزيز أنظمتها الخاصة لرصد الفطريات الخطرة، والاستجابة للأنواع التسعة عشر المدرجة في القائمة.
ويغير الاحترار العالمي سمات الفطريات وبيئتها ومضيفها، ما يزيد من احتمال ظهور أنواع جديدة منها.
كما أن معظم الأشخاص الذين يعانون من التهابات فطرية شديدة، يعانون بالفعل من مرض شديد.
وقسمت الهيئة الصحية 19 نوعا من الفطريات، وذلك على ثلاث من المجموعات ذات الأولوية المرتبة من الأعلى إلى الأدنى.
وقال الدكتور نيل ستون، استشاري الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في مستشفيات جامعة كوليدج لندن: “أخيرا، أثير خطر العدوى الفطرية كقضية ذات أولوية طال انتظارها”.
ولطالما كانت الالتهابات الفطرية تشكل تهديدا، ولكن تاريخيا تم إهمالها بشكل صارخ، عندما يتعلق الأمر بالوعي العام وتمويل البحوث السريرية.
ونتيجة لذلك، يظل تشخيص الأمراض الفطرية وعلاجها، بعيدا عن الأمراض البكتيرية.
وتم تضمين أربعة أنواع من الفطريات في مجموعة الأولوية الحرجة: Aspergillus fumigatus وCandida albicans وCryptococcus neoformans وCandida Auris.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية، إن حالات الإصابة في الولايات المتحدة ارتفعت من 10 حالات في عام 2015، إلى 700 حالة في عام 2020.
وهناك أربع فئات فقط من الأدوية المضادة للفطريات المتاحة، وعدد قليل جدا من الأدوية قيد التطوير.
وأشاد المجتمع العلمي بتقرير منظمة الصحة العالمية، ووصفه بأنه خطوة إيجابية نحو ابتكار وسائل جديدة لعلاج الالتهابات الفطرية المقاومة للعلاج؛ وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
يذكر أن هذه العدوى الفطرية المتزايدة، بدأت تتفجر بسبب العوامل الممرضة الانتهازية الخطيرة خلال جائحة “كوفيد 19”.