حمود الصهيبي يكتب لـ “درة”| النشر الذاتي والنشر التقليدي والنشر الإلكتروني

بقلم / حمود الصهيبي  

يسألني الكثير من الأصدقاء عن كيفية نشر كتابي في أي جنس من الأجناس سواءاً أنسانية أو علمية ، وهل يجب أن أبحث عن دار نشر لنشر كتابي وتوزيعه ، ومن خلال تجربتي الشخصة أو من خلال دار النشر سوف اوضح انواعةالنشر وهي ثلاثة أشكال للنشر :
الأولى : النشر التلقيدي
الثانية : النشر الذاتي
الثالثة : النشر الإلكتروني‎ ( الكتاب الإلكتروني )
فكل شكل من هذهِ الأشكال توجد ميزة وعيوب وسوف اكتب في مقالتي هذهِ محاولة تسهيلها على من بريد طباعة كتابه ويختار ما يجده لوصول كتابه للقارئ .
اولاً ” النشر التقليدي
تقوم دار النشر بتولي جميع مهام النشر بعد قبول المخطوطة (غالبًا عبر وكيل أدبي) او من خلال الدار مباشرة . تشمل الخدمات التحرير وتدقيق المادة والتصميم والطباعة والتوزيع، مع تخصيص ميزانية محدودة للتسويق ، يتكلف بها الكاتب بالكامل ومن ميزاتها ان الكاتب يرسل المادة ودعم مهني (تحرير، تصميم ، تدقيق )، توزيع واسع، والاتفاق على الكمية التي يرغب الكاتب في طباعتها ويقوم بدفع المبلغةبالكامل ، ولها عيوبًا كبيرة قد تُقلل من أرباح الكاتب أو تُقيّد حريته الإبداعية ، ومن عيوبها عند “بعض الدور” ولا يعمم على الكل فهناك دور نشر لهم سمعة وخدمة وتقديم نصيحة والبعض منهم يوهموا الكاتب بأنهم طبعوا الكمية المتفق عليها وهو في حقيقة الأمر لم يطبع إلا عدد محدود ، وهو أستغلال الكتاب الجدد ، اضافة إلى انه يشارك الكاتب في نسبة التوزيع في ٥٠% مع العلم أن الكاتب هو من تكفل في الطباعة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الدار تمتلك مطبعة ؟
الحواب الأغلب لا .
والسؤال الثاني لماذا لا يذهب الكاتب للمطبعة مباشرة وهذا يوفر عليه أكثر من ثلثين قيمة الطباعة التي اخذها الوسيط ( دار النشر ) .
هناك ثلاثة طرق تكون الطباعة التلقيدية مجدية ومنصفة للكاتب وللدار بما أنها دار ربحية :
الأول : أن يتحمل الكاتب تكاليف طباعة الكتاب ويكون نسبته من التوزبع ٧٠ % و٣٠% للدار وهذا فيه انصاف للطرفين.
الثاني : أن تكون هناك شراكة بين الدار والكاتب بتحمل تكاليف الطباعة ٥٠% لكل منهم والتوزيع ٥٠ % للطرفين .
الثالث : ان تتحمل الدار تكاليف الطباعة بالكامل ويكون نسبة الدار من التوزبع ٧٠% وللكاتب ٣٠ % وهو منصف لكل الأطراف . غير هذا فأنه غير مجدي للكاتب والرابح الوحيد دار النشر واستغلال الكاتب في ابداعة بينما دور دار النشر هي الجسر بين الكاتب والقارئ وهذا لا يعني أن لا تربح الدار ولكن بعدم استغلال الكاتب .
النشر الذاتي: وهو ان يقوم الكاتب بتحمل جميع مراحل النشر بنفسه، بدءًا من الكتابة والتحرير، وقد يستعين بمصححين ومدققين مرورًا بتصميم الغلاف والتنسيق، وصولًا إلى الطباعة والتوزيع وهذا ليس بشيء صعب .
ومن ميزاته ان العدد الذي ترغب في طباعته يكون تحت يدك وبأستلامك ؛ فلا تقع في فخ التوهم ان الدار طبعة لك الكمية كلها ، وقد توفر ما قيمته ثلثين إلى النصف من سعر الطباعة عندما تذهب إلى مطبعة مباشرة او دار نشر لديها مطبعة وتتفاوض معهم في الطباعة .
والتوزيع تكون لك حرية التواجد في جميع المعارض في التفاوض مع الدور التي تشارك بارسال كمية معينة لأكثر من دار وكذلك منصات التوزيع والمكتبات .
ومن عيوبها ان تحتاج جهد، من المزايا العديدة للنشر الذاتي (مثل التحكم الكامل في العمل وأرباح أعلى).
النوع الثالث : النشر الألكتروني وهو ان تكون نسخة الكتاب بصيغة pdf وهي جيدة وتعتبر مربحة على المدى الطويل لأن ليس عليك تكاليف طباعة فقط تدقيق وتصميم واخراج وسعر البيع اقل من الورق وهناك منصات مثل Amazon KD أو IngramSpark. اوجرير وغيرها .
ومن وجهة نظري ارَ ان النشر الذاتي أفضل من النشر التقليدي ولكن ليس “ختم جودة” مطلقًا، وقد تكون العقود مجحفة. ونصيحتي ، اقرأ بنود العقد بعناية، واستشر محاميًا متخصصًا في حقوق النشر قبل التوقيع. إذا كنت تبحث عن حرية إبداعية وأرباح أعلى، فالنشر الذاتي قد يكون بديلًا أفضل! واسئل عن الدار وتعاملها من الذين سبقوك حتى لا تندم حين لا ينفعك الندم.

‫2 تعليقات

  1. الكاتب الوحيد الذي خاض في كشف استغلال دور النشر و ساهم ف وضع خطة احترازية ، و ليس بمستغرب على شخص نزيه و له تجارب مطولة .

  2. أشكرك على هذا الطرح الواضح والمفيد.
    شرحت أنواع النشر الثلاثة بطريقة مبسطة وعملية مع ذكر المزايا والعيوب بموضوعية مهمة لكل كاتب جديد.
    أعجبني تركيزك على أهمية قراءة العقود والتنبيه من بعض ممارسات دور النشر.
    من خلال تجربتي الشخصية عرضت العقد على محامٍ وبرغم ذلك وقعت في الفخ.
    كتاباتي متوفرة فقط عبر رابط إلكتروني تابع لدار النشر رغم أنهم وعدوا بنشرها حتى في دول الخليج.
    هذه التجربة جعلتني أتردد كثيرًا في التعامل مع دور النشر وأفكر جديًا بالاكتفاء بنشر كتاباتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي
    لك كل الشكر والتقدير أستاذ استفدنا كثيرًا من طرحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى