تقرير درة | تطور العناكب نحو نمط حياة اجتماعي

تكبير الخط ؟
تعد العناكب رتبة من صف العنكبيات، وهي أكبر رتبة في هذا الصف، إذا تشمل أكثر من 40,000 نوع في 3700 جنس وأكثر من مئة فصيلة.
على الرغم من أن العناكب غير محببة لدى الإنسان، إلا أنها صديقة له، ذلك لأنها تقضي معظم وقتها في اصطياد الحشرات والفتك بها.
ولا تسبب العناكب أي أذى للإنسان، باستثناء بعض الأنواع (حوالي 200 من 40,000 نوع فقط)، ومن أشهرها عنكبوت الأرملة السوداء.
ويُعتقد أن غالبية العناكب تعيش حياة منعزلة، لكن دراسة أجرتها الجامعة الأسترالية مؤخرًا، توصلت إلى استنتاج مفاده، أن بعض الأنواع منها صارت تتميز باجتماعية أكثر.
وجاء في بيان صحفي صدر عن الجامعة الأسترالية القومية، أن بعض أنواع العنكبوت تطوّرت من أسلوب الحياة المنعزل إلى أسلوب أكثر اجتماعية، وقد تتطور أنواع أخرى للعناكب أيضًا في هذا الاتجاه.
وقال ألكسندر ميخيف، الأستاذ الروسي الأصل في الجامعة الأسترالية، إن بعض أنواع العناكب تتطور بشكل مستقل بطريقة مشابهة جدا نحو نمط حياة اجتماعي”.
وأضاف ألكسندر، “أن هذا الأمر يطال على وجه الخصوص، نوع العناكب الأسترالية الصيادة”.
وأوضح ميخييف: “يتمثل سلوكها الاجتماعي في أنها تجتمع، وتأكل في مكان واحد، وتشارك الطعام”.
وتابع، “لديها أيضًا درجة معينة من القرابة، الأمر الذي يشبه كيفية تواصل الناس بشكل وثيق مع أفراد الأسرة، أكثر من التواصل مع الغرباء”.
وأردف قائلا، “يتطلب السلوك الاجتماعي لهذه العناكب، حجما أكبر من الأدمغة تناسب التطور في نمط الحياة”.
ولاحظ العلماء، أن أنواعا مثل العنكبوت الصياد الأسترالي والعنكبوت الاجتماعي الأفريقي، لديها أدمغة بحجم أكبر.
وفي الوقت نفسه، يؤكد العالم الروسي، أن التغيرات الوراثية التي أدت إلى زيادة عدد الخلايا العصبية لدى نوعي العناكب، متشابهة جدا.
وأشار إلى أنها ترتبط بتغيرات في الجينات التي تتحكم في السلوك، وتكوين الخلايا العصبية، والتمثيل الغذائي.
واستطرد ميخييف قائلا: “بينما لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل بالطبع، لكن لن أتفاجأ إذا اتبع المزيد من أنواع العناكب هذا المسار”؛ بحسب ما أورده موقع تاس.
يذكر أن، العناكب تحقن فريستها سماً يشلها عن الحركة، ثم تفرغ فيها لعابها الذي يذيب الأعضاء الداخلية للفريسة، فتمتصها سائلاً، فتتخلص من هيكل الفريسة الأجوف.
ويعني ذلك، أن عملية الهضم عند العناكب تتم خارج بطنها، ولذلك تحتفظ بفرائسها حية.