أهلا رمضان .. من ذكريات عبدالله

أهلاً رمضان …
حللت أهلا ونزلت سهلا . مرحبا تراحيب عدد قطرات المطر .. أهلا بضيفنا الكريم … أهلا بشهر الخير والبركات … شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار .. شهر نفرح بقدومه ونفرح بوداعه … شهر للقرآن به النصيب الأكبر من عبادتنا ولاعجب فهو شهر القرآن الذي أنزل به … شهر لايفلس من فضله إلا الأشقياء والمحرومين ..
عندما كنت طفلًا كان بداية صومي بين رغبة وحياء فرغم صغر سني والظروف الصعبة التي نعيشها بدون كهرباء وجو حار إلا أنني عندما أرى الكبار يصومون ويتحملون هذا الجو ويأتون من العمل بعز القايلة ويرشون الماء على الشرشف اللي يتغطى به تحت العريشة حتى يبرد جسمه أود أن أصوم ولكن مع أول ساعة أحس بالعطش يغريني صوت خريخر الزير (الجحله او الدن) وبرودتها من برا وأجد نفسي أمسك الطاسه ( السحله أو الغضارة ) واغرف منها بغير قصد الإفطار حتى اتمضمض منه ولكن يسقط بعضه داخل معدتي وحياء من أن أحد يشوفني مفطر رغم أني كنت طفل ،ويبدأ الإمساك الحقيقي عندما تظهر صحون الشوربة المعكرونة والثريد لتوضع على تلك السفرة البلاستيكية التي لاتظهر الا بالمناسبات وبشهر رمضان وأذكر أنها طويلة كل العائلة نجلس على أطرافها ويصفطون طرفها ، وساعتها أجلس جنب خالي الله يرحمه على طرف انتظر الآذان وبيدي حبة تمر مثلهم ، هل ما أقوم به تقليد أو اعتقاد مني أن الصائم لابد أن يمسك تمرة ، علماً أن بعض الأطباق أعرفه كيف لذة طعمه حيث جدتي وخالاتي يطلبون مني أن اذوقه لتحديد مستوى الملح بالطعام فأنا ذويق بهذا المجال ويمكن ترافقه قطعة خبز صاج أو تنور إيراني وللشهادة وجبه ما اكل مجرد تذوق او قطعة خبز لسد الجوع وعندما يأذن المؤذن آكل تمرتي وانطلق على كوب الفيمتو اللي به كسرت ثلج من نص القالب اللي اشتروه قبل الفطور ولفيناه بقطعة خيشة رز فاضية ووضعناه تحت الدن حتى لايميع .
أيام في ذاكرتي لن أنسى جمالها رغم صعوبتها ، اللهم ارحم من فارقونا منهم واجعلهم من أهل الجنة واحفطنا وأهلنا وأحبابنا وبارك لنا بأعمارنا وصحتنا وعملنا ، وكل عام وأنتم بخير ….