تقرير درة | الوقت المثالي لشرب فنجان القهوة في رمضان

تكبير الخط ؟
تحتوي القهوة على نسبة من مادة الكافيين تختلف باختلاف نوع هذه القهوة وكميتها وطريقة صنعها، مما يعني أن التوقف عن تناولها يؤدي إلى أعراض انسحابية، ومع الاعتياد على نمط معين لشرب القهوة بمواعيد وكميات معينة، ثم التوقف المفاجئ مع الصيام تظهر بعض الأعراض من أبرزها الصداع والإرهاق.
وبينما يستمتع بها معظم الناس كمشروب صباحي منشط، وأحيانًا كمشروب نشيط بعد الظهر، وجدت دراسة أجراها مركز أبحاث اضطرابات النوم في مستشفى هنري فورد في ديترويت، ميشيجان، أن تناول 4 أكواب من القهوة (400 ملج من الكافيين) في أوقات مختلفة قد يؤثر على جودة نومك.
وقال الدكتور ديفيد بينافيدس، وهو طبيب في طب النوم، حول النتائج التي أظهرت أن استهلاك الكافيين حتى قبل 6 ساعات من النوم يمكن أن يعطل النوم بشكل كبير، ويقلل من إجمالي وقت النوم ويؤثر على الراحة العامة.
ويفسر بينافيدس، بكلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام بريجهام، علاقة القهوة بالنوم قائلا: إن الكافيين يمنع الأدينوزين، وهو مادة كيميائية أساسية في الدماغ تُعزز النوم، ومع مرور الوقت، تتراكم هذه المادة في أجسامنا بشكل طبيعي، مما يساعدنا على الشعور بالنعاس، ويمكن أن يؤدي منعه بدوره إلى تعزيز الطاقة على حساب اضطراب النوم إذا كان الكافيين لا يزال موجودًا وقت النوم، حتى لو لم يشعر الأفراد بآثاره المحفزة.
وأشارت الدراسات إلى أن الكافيين، بالإضافة إلى تقليل ساعات النوم، قد يُؤثر سلبًا على جودة النوم الذي تحصل عليه، ويشمل ذلك التأثير على النوم العميق، وهو ضروري لوظائف متعددة، بما في ذلك استعادة العضلات.
تناول الكافيين باعتدال: نهج متوازن..
مع أن الكافيين قد يُسبب اضطرابًا في النوم، إلا أنه لا يستحق السمعة السيئة، فعند تناوله باعتدال، يُمكنه تحسين الحياة اليومية وتوفير فوائد دون التأثير بشكل كبير على جودة النوم، وأكد بينافيدس، على أهمية الاستخدام الاستراتيجي للكافيين.
وأكد على أنه يجب أن يتم استهلاك الكافيين بطريقة استراتيجية، وفهم نصف عمره يمكن أن يكون أداة فعالة في القيام بذلك، ولكن إذا كنت تشعر بالتعب على الرغم من حصولك على قسط كاف من النوم ، فإن بينافيدس ينصح باستشارة الطبيب لاستبعاد أي مشاكل صحية.
الوقت المثالي لشرب القهوة في فترة الصيام..
يقول الأطباء، إن الصيام بحد ذاته يغير نظام الجسم، ولا يرى أن مسألة التوتر أو الإرهاق مقرونة بالقهوة وحدها، كما أن الجسم في أواخر شهر رمضان يعتاد على الصيام، مما يقلل من الأعراض الناجمة عن تخليه عن الطعام والشراب صباحاً.
ويشير الخبراء، إلى أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة تعتبر “the most paradoxical drug”، أي من أكثر المواد تناقضاً، إذ يختلف تأثيرها من إنسان إلى آخر، فمثلاً قد تسبب الأرق للبعض بينما لا يمكن للبعض أن ينام أو يرتاح دون شربها، لكن يجب مراعاة الاعتدال في شربها.
ويقول الباحثون، أنه من الخطأ البدء بشرب القهوة عند الإفطار، وأن أفضل وقت لشرب القهوة في رمضان هو الانتظار بعد تناول وجبة الإفطار، من نصف ساعة إلى ساعة، وذلك لمنع اضطرابات الجهاز الهضمي التي قد تحدث في حال أخذ كميات من الطعام والسوائل ومن ضمنها القهوة دفعة واحدة.
في حين يقترح آخرون، شرب القهوة عند وقت السحور، لضمان أكثر وقت ممكن دون الحاجة إليها نهاراً، وأيضًا ينصح بالبدء التدريجي بتقليل كميات القهوة التي نتناولها قبل شهر الصيام، حيث أنه من أجل أن “نعوّد أجسامنا على عدم شرب القهوة نهار رمضان دون توتر، يجب أن نبدأ قبل رمضان بأسبوعين أو حتى 20 يوماً”.