مها العزيز تكتب لـ “درة”| القناعات تصنع المستحيلات

نسمع دائماً عن القناعة ونحفظ المثل وندركه ( القناعة كنز لا يفنى ) فهل هذا فقط ما نقصده بالقناعة ؟
القناعة تحوي بجوانبها خفايا كثيرة ومنها
ما يصنع المستحيلات ؟!
للقناعة عملة ذات وجهان إحداهما سلبي والأخرى إيجابي
فالسلبي هي التي تجعلك تكون القناعة المتشائمة بتفكيرك بأن الحال لن يتغير وإن مصير الأمور ستكون للأسوأ ويكون فكرك وقتها يفكر بسوداوية مما يجعل تحقق بعض الأمور السلبية وارد ، بسبب كثرة تفكيرك المتشائمة وهذه هي القناعة المرفوضة .
أما القناعة الايجابية هي التي تقهر المستحيل وتصنع ما لايمكن تصديقه ، لأنك مقتنع بحدوثها وتصر عليها بعزم وتثبت على رأيك مهما واجهتك المصاعب بل تذلل المصاعب للوصول الى قناعاتك الداخلية والتي حتماً ستجعلك تصل إلى ما تطمح اليه مهما كانت العقبات .
فأسأل نفسك أي قناعة تملك ؟
هل قناعتك تملك القوة والإصرار على التقدم أم تقهرك الى الخلف والتراجع ؟
هل تعطيك قناعتك الشعور باليقين وبأنك ستملك ماتتمنى يوماً ما أو تجعلك قناعتك متردداً دوماً على اتخاذ القرارت والخوف من التقدم ؟
هنا استحضر قصة واقعية جميلة سمعتها في احدى اللقاءات وهي عن أختين قد بلغتا السبعين عاماً إحدهما طلبت من أختها أن يذهبا الى دار المسنين ليقضيها ما تبقى من عمرهما فيه ، فسألتها اختها عن السبب وهل تشعر بشيء فقالت لا ولكن هذه النهاية ( وهنا هي ركنت للقناعة السلبية وحدثت نفسها بأن تذهب بعيداً وتنتظر الموت ) في وقت كان للأخت الثانية رأي آخر ( وهي تملك القناعة الايجابية وأن تعيش ما تبقى من عمرها في تحقيق ما تود تحقيقه حتى وان كان مستحيلاً ) فسجلت في نادي تسلق الجبال ( العمل الذي يستصعبه الكثيرين بأعمار متفاوتة ) والغريب قبولها بالنادي وبإصرارها على قناعاتها استمرت بتسلق الجبال إلى أن بلغت خمسة وثمانون عاماً ( في وقت يعجز الشباب أحياناً أن يقوم بأداء ما قامت به ) وقد كرمها حاكم الولاية حينها على إصرارها وقوتها .
القناعة بشيء حتى وان كان أشبه بالمستحيل يجعلك تمضي بهمة وقوة نحو هدفك متغاضياً عن مشاق ومصاعب الطريق لأنك تعلم بأنك ستنال ما تود تحقيقه مهما طال بك الوقت أو قصر فالقناعة تصنع المستحيل .
والآن إسأل نفسك أي القناعات تملك ؟
القناعة الإيجابية تصنع المستحيل القناعة هي الشعور بالتأكد واليقين من شيء ما، وهي تشمل قناعاتنا حول الناس والحياة والمال والوقت والعمل، وبمجرد تقبل هذه القناعات تصبح بمثابة أوامر لا نقاش عليها تصدر على أساسها القرارات التي تشكل مصيرنا وهنا تتحول القناعة الى عقيدة ثابتة.