انهيار مبنى تراثي بالقاهرة يودي بحياة 3 أشخاص ويصيب 5 آخرين

تكبير الخط ؟
شهدت منطقة السيدة زينب في القاهرة، فجر اليوم الأربعاء، حادثاً مأساوياً بانهيار عقار سكني قديم يقع في حارة محمد عنايت المتفرعة من شارع قدري، أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
العقار المنهار، المكوّن من عدة طوابق، يُعد من المباني التراثية في الحي، ويعرفه السكان بأنه منزل الطفولة للفنان الراحل نور الشريف، ما أضفى على الحادث بُعدًا عاطفيًا لدى أهالي المنطقة.
وعلى الفور، انتقلت فرق الإنقاذ وقوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، مدعومة بسيارات الإسعاف، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
كما شهد الموقع تواجداً أمنياً مكثفاً، حيث أشرف اللواء طارق راشد، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، بشكل مباشر على جهود الإنقاذ والبحث عن مفقودين محتملين تحت الأنقاض.
وعبّرت سارة نور الشريف، ابنة الفنان الراحل، عن صدمتها بعد سماعها نبأ انهيار المنزل، مؤكدة أن والدها كان يرتبط بالمكان عاطفياً، إذ كان يسكن فيه قبل زواجه من الفنانة بوسي.
وتؤكد هذه الكلمات الارتباط الوجداني العميق للمنزل بتاريخ العائلة الفنية، حيث يمثل جزءاً أصيلًا من ذاكرة والدها الذي يعد قامة فنية شامخة في تاريخ السينما المصرية والعربية، ويبرز هذا الانهيار خسارة مادية ومعنوية كبيرة ليس فقط للعائلة، بل للتراث الفني للمنطقة ككل.
وكشف مصدر للوسائل ذاتها أن العقار المنهار قديم وتم إنشاؤه منذ عام 1951 ومكون من 4 طوابق، وتسبب الانهيار في تدمير جزئي لعقارين مجاورين، وتهتك واجهات عدد من المحال التجارية، في حين تضررت سيارات كانت متوقفة أسفل العقار المنكوب.
وتباشر الجهات المعنية التحقيق في أسباب الحادث، وسط مطالب متجددة بتكثيف الرقابة على العقارات القديمة الآيلة للسقوط، خاصة تلك التي صدر بحقها قرارات ترميم لم تُنفذ، حفاظاً على أرواح المواطنين.
وفي سياق متصل، كشف المخرج محسن أحمد، أحد جيرانه القدامى، في تصريحات سابقة، أن العمارة كانت تفصلها عن منزله بيت واحد فقط، وأن نور كان يتابع عروض السينما الصيفية من مطبخ أحد الجيران باستخدام مرآة، ما يعكس حبه المبكر للفن رغم بساطة الظروف.
يُذكر أن نور الشريف ظل فخوراً بانتمائه إلى حي السيدة زينب، وذكر ذلك في أكثر من لقاء تلفزيوني، مؤكداً أن نشأته في هذا الحي الشعبي العريق صقلت شخصيته وأسهمت في تكوين رؤيته الفنية والإنسانية.
ويمثل العقار المنهار جزءاً من ذاكرة القاهرة القديمة، ومنطقة السيدة زينب تحديداً، كونه شاهداً على مرحلة مهمة في حياة أحد أهم رموز السينما والدراما في مصر والعالم العربي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : 24 الإخباري