الإقتصادية

أخصائيون يؤكدون : “الحرب تهديد أمني لقطاع الطيران”

أكابر الأحمدي - جدة  

تصارع شركات الطيران تحديات كثيرة نتيجة تعليق الرحلات وإغلاق المجالات الجوية، ووسط تصاعد التوترات لهذه الأحداث وحجم المخاطر الجيوسياسية التي تهدد صناعة الطيران، أصبحت مناطق النزاع عبئاً متزايداً على عمليات شركات الطيران وربحيتها. وللحديث أكثر، التقت “درة” مع متخصصين لوصف الحدث والحلول المتاحة.

أزمة غير آمنة
وفي هذا السياق، تحدث عبدالله بن رضا الجراح، نائب الرئيس التنفيذي للطيران الخاص، قائلاً:
“تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يؤثر بشكل مباشر على شبكات الطيران الدولية، خصوصًا تلك التي تعبر مجالات جوية حساسة، فالشركات تتجه لتجنب الأجواء التي تُعتبر غير آمنة، مما يؤدي إلى تغيير المسارات، وارتفاع التكاليف التشغيلية، وزيادة أوقات الرحلات. كما تتأثر ثقة المسافرين، خاصة على الخطوط العابرة لمناطق الصراع.”

الاستثمار
ووصف “الجراح” الحالة التي يعيشها قطاع الطيران المدني، قائلاً:
“القطاع يمر بتحدٍّ مزدوج: التحديات الأمنية وتداعياتها التشغيلية، إلى جانب ضغوط التكاليف والتأمين. أما إلغاء الرحلات أو تعديل المسارات، فهو رد فعل منطقي لحماية الركاب والطاقم، لكنه يربك الخطط التشغيلية ويضغط على الربحية. الحل يتمثل في:

تعزيز التعاون مع سلطات الملاحة الجوية لتوفير ممرات بديلة آمنة.

الاستثمار في تقنيات مراقبة المخاطر والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمخاطر الجوية.

تنويع الوجهات لتقليل الاعتماد على مناطق الصراع.”

تحديات
وتحدث “الجراح” عن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطيران، قائلاً:
“المخاطر الجيوسياسية والأمنية، والضغوط الاقتصادية نتيجة ارتفاع الوقود والمسارات الطويلة، والمرونة التشغيلية المحدودة في بعض المناطق.
أما عن الحلول الممكنة:

شراكات وتحالفات لتقاسم المخاطر.

التأمين الذكي على الأصول والرحلات.

التركيز على الابتكار التشغيلي وتحديث الأسطول لتقليل الكلفة.”

الاستقرار الأمني
وأرجع “الجراح” استقرار القطاع الجوي في المملكة، قائلاً:
“الاستقرار الأمني والسياسي الداخلي، يرجع إلى سيطرة المملكة على مجالها الجوي، وكذلك الموقع الجغرافي المركزي الذي يسمح بتنوع مسارات الطيران دون المرور بمناطق نزاع مباشرة، واستثمارات الدولة الكبيرة في البنية التحتية الجوية ضمن رؤية 2030، والدور الإقليمي للسعودية كمحور عبور دولي ومحطة جذب للحج والعمرة.”

ضغوط
فيما تحدث عن حالة أسهم شركات الطيران الخليجية وتعرضها للضغط رغم المكاسب، قائلاً:
“رغم الأداء التشغيلي القوي بعد الجائحة وارتفاع الطلب على السفر، إلا أن أسهم شركات الطيران الخليجية تواجه ضغوطًا من المستثمرين بسبب:

مخاوف جيوسياسية مستمرة.

تقلب أسعار الوقود.

تأثير القرارات التنظيمية والمنافسة الإقليمية.
الضغوط ليست بالضرورة مؤشراً على ضعف الشركات، لكنها تعكس قلق السوق من المستقبل غير المستقر.”

من جهته، تحدث خالد آل دغيم، رئيس الجمعية السعودية للإعلام السياحي، عن تأثر السياحة بهذه الأحداث، قائلاً:
“لا شك أن التصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط يؤثر مباشرة على مسارات شركات الطيران الدولية، حيث تُلغى أو تُعدّل العديد من الرحلات لتفادي مناطق النزاع، ما يؤدي لزيادة التكاليف وتأخير الرحلات، ويقلل الإقبال على السفر في بعض الوجهات.”

تعزيز التعاون
فيما وصف آل دغيم الحالة التي يعيشها قطاع الطيران المدني وسبل الحل، قائلاً:
“القطاع يمر بمرحلة حرجة بسبب الإلغاءات المتكررة وتغيير مسارات الطيران، خاصة في الخطوط التي تعبر الشرق الأوسط. الحل يكمن في تعزيز التعاون بين الجهات التنظيمية الإقليمية، وتفعيل خطط طوارئ مرنة تضمن استمرار التشغيل بأمان وكفاءة.”

حملات ترويجية
كما دعا آل دغيم إلى التغلب على التحديات التي تواجه السياحة الداخلية لتنشيط السياحة في ظل هذه الظروف، قائلاً:
“هي ارتفاع كلفة النقل، وتغير الأولويات لدى المواطن والمقيم، حيث قد تتراجع خطط الترفيه بسبب المخاوف الأمنية العامة. لكن هناك فرصة لتعزيز الثقة من خلال حملات ترويجية تبرز الأمان والاستقرار في الداخل.”

الأسواق المحلية
أما عن تأثير التصعيد على حركة الشحن الجوي وسلاسل الإمداد، قال آل دغيم:
“تتأثر سلاسل الإمداد بشكل مباشر، خاصة بين آسيا والخليج وأوروبا. إغلاق الممرات الجوية أو إعادة رسمها يؤدي إلى تأخير في تسليم البضائع وارتفاع كلف الشحن، ما ينعكس على الأسواق المحلية.”

السياحة الداخلية
كما أشار إلى أهمية الترويج للسياحة الداخلية والاستثمار كوسيلة لمواجهة آثار الحروب، قائلاً:
“السياحة تملك قوة ناعمة تعكس الاستقرار. الترويج للسياحة واستقطاب الاستثمارات يمكن أن يعزز الثقة الدولية ويخفف من آثار الحروب اقتصاديًا ونفسيًا.”

رؤية سياحية
وأوضح آل دغيم أن القطاع السياحي في المملكة قوي ولن يتأثر بالحروب، قائلاً:
“المملكة تمتلك بنية تحتية قوية، ورؤية سياحية واضحة، وجهودًا أمنية جعلت منها وجهة آمنة. كما أن تنوع المواقع السياحية في الداخل قلل الاعتماد على السياحة الوافدة فقط.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى