يبدأ التغيير من داخلك

بقلم / ابتسام الزهراني  

التغيير الايجابي هدف منشود لكل منا , ولتحقيق هذا الهدف الايجابي لابد من إرادة قوية تبدأ من داخل الانسان ,وأن يعقد العزم على اخراج هذه القوة الكامنة في داخله , ولتحقيق التغيير الايجابي لابد ان نتبع طرق مدروسة وملموسة للوصول إلى التغيير الصحيح .
ما هو مفهوم التغيير؟
وحتى نصل للتغيير الصحيح لابد من معرفة مفهومه حتى نبدأ بجدية في أخذ أول خطوة إيجابية نحو التغيير فبعد البحث عن اقرب مفهوم للتغيير وجدت أن اغلب المفاهيم تتفق على أن التغيير امر حتمي لا مفر منه في هذا الكون. وهو:
غيّر الشيء أي بدله بغيره او جعله على غير ما كان عليه.
وأيضاَ يعرف التغيير بأنه عملية التحول من الواقع الحالي للفرد الى واقع اخر مرغوب الوصول إليه خلال فترة زمنية محددة بأساليب وطرق معروفة لتحقيق اهداف معينة.
واتفق الأشخاص الإيجابيين بأنه إذا لم يكن هناك تغيير في حياتنا, وفي كل ما يحيط بنا ، فإن ذلك سينتج عنه الشعور بالملل وعدم الرغبة في التقدم ويبقى الروتين اليومي كما هو ثابتاً لا حياة فيه. .
إن التجديد والتغيير هو أكثر الثوابت في حياتنا التي نحتاجها باستمرار كاحتياجنا للماء والهواء.
ولكن من المؤسف أن أغلب الناس ينتظرون شيئاً ما ليغيروا مسارهم ، وآخرون يتغيرون عندما تحدث لهم صدمة، ، وهناك من ينتظر قوة تؤثر به ليتغير.
لكن أعظم التغيير هو التغير الذاتي الواعي النابع من الإرادة الداخلية , وهناك مقولة جميلة عن التفكير الايجابي وهي ( قد يفكر في تغيير العالم ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه).

هل هناك فرق بين التغير والتغيير؟
التغيُّر هو التحول المفاجئ في أحوال شيء معين، وهو مظهر واضح جداً يظهر على الشيء، وقد يحدث لكافة شؤون الحياة، وللمخلوقات المختلفة من خلال ما يعرف بالظواهر الكونية. أما التغيير فهو التحول الممنهج المدروس، الذي يتم تخطيطه بشكل حرفي بما يقلل من الأخطار، والسلبيات التي قد تنتج عن عملية التحول,

وهذا أقرب تعريف عن التغير والتغيير.
وقد نتساءل دائماُ من يأتي أولاً: التغير أم التغيير؟
وهل ننتظر التحول المفاجئ حتى نتغير؟
وهل بدأنا بتطبيق اساسيات التحول الممنهج حتى نتغير؟
فالتغير يكون تغير جزئي
اما التغيير فهو تغيير كلى.
اذن فقوة التغير جزء من الأصل وهو التغيير, فلاننتظر المؤثر الخارجي ليغير منا ولا تقف الظروف التي تحيط بنا عائق للتغيير الايجابي فلابد اذن من تغيير التفكير السلبي والمعتقدات الخاطئة تدريجياً حتى نصل للمسار الصحيح للتغيير .
ويجب علينا عدم الاستسلام للتحديات التي تواجهنا , والتعلم من تجارب الناجحين الذين استطاعوا اختيار مبدأ التغيير الايجابي والوصول إلى الهدف والتعامل مع المصاعب..
ومن اجل تغيير ايجابي لابد من التخلص من التفكير السلبي الداخلي, وعدم جلد الذات وانها سبب رئيسي في اخفاق احلامنا , وايضا لابد من الابتعاد عن الاشخاص المحبطين الذين يملكون التفكير السلبي لانهم أشخاص يرغبون ان يحتفظون بتفكيرهم السلبي ونشر الطاقة السلبية حولهم .

التغيير الايجابي يحتاج بيئة صحية خالية من مرضى العقول الذين يفرغون طاقتهم السلبية بمحيطهم , ويصرون على الثبات على مبدأ أنهم ضحايا الظروف وصعوبات الحياة ولن نستطيع التغيير. ولن نسعى له بتاتاً.
من العوامل المهمة للتغيير الايجابي الاستعانة بالله وحسن الظن به ومن ثم الاستبشار بالخير وعدم مهابة الصعاب وقوة الإرادة والعزيمة على التغيير .
ومن اهم العوامل المؤثرة أيضاً في التغيير الإيجابي وجود الأشخاص الإيجابيين الذين يقدرون ويؤمنون بقدراتكم ، وتجنبوا الاشخاص الذين يملكون التفكير السلبي وانعدام الثقة بالنفس حتى لا تتأثرون بطاقتهم السلبية وتأكدوا لن يدعمونكم يوماً, ولن يكونوا سندا لكم في اصعب المواقف. .
إن وجود الاشخاص الايجابين نعمة من نعم الله العظيمة التي تجعل حياتنا متزنة وتساعدنا في التغيير الايجابي الناجح , وتساندنا نحو التغيير الايجابي .
كونوا بقرب الايجابين الناجحين الذين سلكوا طريق النجاح الصحيح ولم يتسلقوا على اكتاف غيرهم وكانوا قدوة للناجحين النبلاء.
التغيير الايجابي هو الاعتقاد والقناعة بوجود الخير في كل الأشخاص والأحداث والأشياء رغم وجود الظروف السلبية.
قال الله تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد : 11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى