توووت توووت .. وصافرة

بقلم / هاجر العتين  

قصة يقال أنها حقيقة، في عام 1960، وفي مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، ونتيجة إهمال حرس المستشفى.. تمكن 243 مجنوناً من الهرب إلى شوارع العباسية.. مما أدى إلى حدوث مشكلة كبيرة، واستدعى المدير الإداري طبيب المستشفى فوراً واسمه (جمال ابو العزم) طالباً منه حلاً للمشكلة فوراً..

وعلى الفور أحضر الطبيب المشهور “جمال” صفّارة، وطلب من المدير وبعض الموظفين أن يمسكوا به من الخلف، ويلعبوا لعبة القطار..، وخرجوا الى شوارع العباسية وهو يصفر وينادي (توووو… ت.. تووووو …ت..) وهو يمثِّل رأس القطار، ومن خلفه (القاطرات)، كل واحد يمسك بالثاني..
وما توقعه الدكتور حصل؛ كل مجنون هارب ركب في القطار. ونجح الدكتور “جمال” بجمع المجانين، وذهب بهم إلى المستشفى، وحلّت المشكلة وفرح المدير الإداري، وشكروا الدكتور “جمال” على حسن تصرفه..

المشكلة في المساء..! لمّا تفقدوا المجانين الذين جاؤوا مع القطار، ووصلوا المستشفى كان عددهم 612 مجنوناً. علماً بأن عدد الهاربين كان 243 فقط..!!!
يتساءل أحدهم..
لو صارت هذه الحادثة في هذه الأيام .. كم تتوقّع أن يكون عدد العائدين الذين يركبون القطار ..؟
انتهت القصة
الغاية المراد طرحها أحبتنا القراء إننا على مشارف شهر فضيل تصفد فيه الشياطين وتزاحم فيه الرحمات وتتضاعف الحسنات فيصفد ابليس وجيشه وتنطلق شياطين البث الإعلامي في الدعوة إلى مسلسلات وأفلام وأصبح الطابع العام فيها التحلل من الأخلاق والفاظ وايماءات ? ويقع المشاهد بين مطرقة البث المباشر أو سندان شاهد ونتفليكس وهنا تسقط أوجه الحياء وتتلون وجوه الطفولة بين حمرة الخجل وصفرة الفاجعة وللأسف فهناك من يرقب ما يراه اطفاله وهناك من يرى أن هذه دروس مجانيه تقدم للجيل لا مفر منها لصعود قطار القطيع . وهنا نسأل من المربي للناشئة الأن وكم صافرة تدعوهم ليركبوا القطار
كان في الماضي المربي الأول الاباء ثم المدرسة ثم المجتمع من خلال العمل والممارسة
الان أصبح المربي هو من يحمل الصافرة فترى تارة المشاهير الذين استطاعوا استمالة حتى الاطفال ممن يتابعهم..
فتلك طفله حقيقة لا اعرف من تكون ولا يهمني المعرفة ولكن ماشد انتباهي هذا اللقاء وانها تقول اني مشهوره الكويت تعرفني وحتى امريكا فيرد المقدم ضاحكا مستبشرا كيف اسير مشهور؟ تقول الطفلة : أرقث معذرة بلسانها أي أرقص بصراحة ذهلت من السؤال والاعظم من ردت فعل المقدم والجمهور الذي كاد يغشى عليهم من الضحك وصفقوا طربا لما تقول .
و تصبح فجأة ترند وتشتهر ويقول بقية الأطفال ياليت لنا مالها ونكون ذو حظ عظيم ؟¡¡
يا سادة إلى أين يسير الجيل ؟وإلى أين يا أمة محمد؟
ما تلقى موقع من مواقع التواصل الاجتماعي الا رقص والفاظ وتلك المشهورة وذلك المشهور وكل يدعو اتباعه لأفكاره ، وضاعت القدوة بين الراقصة والطبال و ويدخل رمضان ويخرج والسواد الأعظم من أمة محمد منه
وهم في قطار القنوات وماتبث .
وبين براثن مواقع التواصل وتوووت توت ويسير قطار الحياة بصفارة (سنابة) ذات محتوى هابط ومقاطع لا محتوى لها إلا المزيد من العبث واللاعقل وجيل بلا هوية .. ثم (وتوووت توووت..) وينتهي الأمر في دخول المجانين… المجنون المغيب الذي يركض خلف سراب الحلم بالشهرة و وسفاسف مشاهد لقضايا تزيد المشاحنة وتبث روح وسلوكيات وأخلاق لا تمت لنا بصلة ، فالحب هو المنتصر اي كان هدفه وقالبه والوفي شخصية ضعيفة والسرقة شطاره والدين بالقلب والرقص فن وترفيه .
ومن ثم يقتاد الجيل (ودون شعور) إلى مستشفى الرذيلة فكل وسيلة للوصول للغاية مباحة والمغفل من لايصطاد الفرص والحجاب عائق وكلما قصر الملبوس وظهر المستور كنت مشهور .
للأسف… هكذا هو من يحمل الصافرة الأن
وقفة :
يا من حمل مسئولية الإعلام بيدك الصافرة ويا مربي الأجيال بيدك الصافرة ويامن جعلت نفسك مشهورا بيدك صافرة فلينظر كل ممن حمل صافرته وصعد ركابه بقطاره أين ستكون نهاية الرحلة ؟
وهل ستقف أمام الله وتستطيع الإجابة ماذا عملت فيما علمت ؟ تأملوا فكم أناس كانوا معنا في رمضان مضى الأن هم تحت الثرى .
وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته

‫8 تعليقات

  1. بيصروا 612 لو مروا من عندي للاسف هذا واقع يقال ان بين الجنون والعقل شعره رفعية جدا سهل تقطع …. ابدعتي بكل مايعنيه الابداع

  2. ههههه جزيتم خيرا استاذنا الفاضل ،وهذه الحقيقة المرة فكم صافرة وكم قطار وكل له مشارب وأهداف وغايات فالاتباع وتسليم العقل للمتبوع أصبحت سمة العصر وردكم اعاد لذهننا قصة طريفه نجعلها في المقال القادم فانتظرونا وشرفنا مروركم الكريم وتعليقكم الرائع فشكرا من القلب. شذرات أنثى

  3. مقال جميل من يد جميلة وفكر أجمل
    ليتنا نعود لزمن بوابة ثقافة الأسرة هو المسجد والمحاضرات التي تقام فيه وإن أردنا التسلية قرأنا الكتب قبل النوم وأثناء الفراغ جيلنا تثقف الثقافة الإسلامية عبر الكتيبات المطبوعة وعرف أغلب المسائل الفقهية عبر الإذاعة وأيضا الكتيبات وحفظ القصة العالمية ذات المحتوى الهادف والأدب الإسلامي في مراحل المراهقة ولكن الآن نحن في جهاد مع التربية ونقبض على جمرة بين الانفتاح وبين القيم التي نريد تأصيلها في أولادنا نسأل الله العون ??

  4. صدقتي اختي وصديقتي هاجر كلامك درر من الواقع المر الذي نعيشه
    لو مر القطار الآن سيصعد به كل المجتمع إلا من رحم ربي وعددهم قليل جدا

  5. للأسف هؤلاء من استحوذ عليهم الشيطان وغلب عليهم حب الدنيا وشهواتها وقد وصفهم الله في كتابه العزيز باأن هؤلاء ينسون ذكر الله فلا يذكرون الا انفسهم ومايريدون
    نسأل الله دوماً ان يعيننا على ذكره وحسن عبادته
    والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخره
    اجدتي فإبدعتي ???

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى