متكأ قلم .. النفس الطماعة علمها القناعة

الفرد الذي يملك صفة القناعة لا يختلف عليه اثنان بأنه شخص يملك السلام الداخلي والرضا الدائم ,والطمأنينة القلبية.
هو أيضاً شخص صاحب فضيلة ويملك القناعة التامة بما قسمه الله له ,فاختار الحياة الهانئة الخالية من الحسد والكراهية ولم يتطلع يوماُ لما بين أيدي غيره فتجده مطمئن القلب لأنه رضى بما قسمهُ الله له سواء كان قليلًا أم كثيراٌ فارضاه الله به وعلم أن حقيقة القناعة هي أن يكتفي المرء بما يملك، ولا يطمع فيما لا يملك.
صاحب هذا الخلق الكريم علم حقيقة سعادته القلبية ,وأن سعادة الانسان لا تكون بالماديات والمتع الدنيوية الزائلة ,ولن تحققها له بتاتاً لا الوظائف المرموقة ولا السيارات الفارهة ولا القصور الفاخرة بل هي القناعة بالرزق الرباني المقسوم له في الدنيا واستثمار هذا الرزق للعبودية والفوز برضا الله في الآخرة.
فصاحب القناعة عزيز بين الناس لعدم طمعه فيما في أيديهم، بينما الطماع يُذِل نفسه من أجل الحصول على المزيد .
ومن الصفات الظاهرة للشخص القنوع نجدها من خلال تعامله وسلوكه الإيجابي اليومي و الذي ينعكس على سلوكياته وتعاملاته مع الآخرين على المدى البعيد .
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اسمى مظاهر القناعة وعدم التهالك على حطام الدنيا الزائلة عندما كان يعمل في تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها فلم يطمع يوماٌ في مالها فهذا السلوك النبوي كريم يعلمنا بأن الغنى الحقيقي هو غنى النفس وعفتها عن ما في أيدي الغير .
غياب القناعة والرضا هو الذي دفع ضعاف النفوس إلى السطو الغير مشروع على أموال غيرهم وعلى الحصول على المناصب الدنيوية بغير حق ,و هي من أمراض حظوظ النفس ولأنها حتماُ ترضي غرورهم وطمهم في الحصول السريع على المال, والشهرة دون الالتفات إلى العقوبة الدنيوية قبل الأخروية لأن الطامع ظن أن هذا هو النعيم الدائم ونسي حساب الآخرة والوعد الشديد من الله.
ولنا في واقع الحياة من القصص والعبر بسبب الطمع والجشع الدنيوي التي جلبت لأصحابها الشقاء والتعاسة, وكيف حرموا أموالهم وقصورهم, وهناء العيش السعيد مع أسرهم بسبب الطمع في ملذات الدنيا وعدم القناعة بما قسمه الله لهم .
قال الحسن – رحمه الله تعالى -: “لا تزال كريمًا على الناس، ولا يزال الناس يُكرِمونك ما لم تَعَاطَ ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك استخفّوا بك وكرهوا حديثك وأبغضوك فلو ادركنا هذه القاعدة وأن القناعة هي السبيل للحياة الطيبة و بأن الفقير ممتحن بفقره وحاجته، والغني ممتحن بغناه وثروته، وكل منهما مسؤول وموقوف بين يدي الله عز وجل وسيحاسب عليها لما فكر أحداُ على الحرص على الاستزادة من ملذات الدنيا الزائلة وعاش هذا الإنسان هانئاً من تعب الركض وراء الدنيا وزينتها الزائفة، وهدأت النفس واطمأنت ولم تجزع على ما فاتها منه، لأنه علم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه . “.
وختاماُ أحبتي القراء اترككم مع هذه القصة للعظة والعبرة عن نهاية الطمع وبأن التنافس على الدنيا والتنازع عليها، كالحسد، والحقد، والكراهية والبغضاء مجلبة للتنافر والشحناء , وقطع العلاقات الاجتماعية وخسارة الدنيا والآخرة .
يحكى أنّ ثلاثة رجال ساروا في طريق فعثروا على كنز، واتّفقوا على تقسيمه بينهم بالتساوي، وقبل أن يقوموا بذلك أحسّوا بالجوع الشديد، فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليحضر لهم طعامًا وتواصوا بالكتمان، حتّى لا يطمع فيه غيرهم، وفي أثناء ذهاب الرّجل لإحضار الطعام حدّثته نفسه بالتخلُّص من صاحبيه، وينفرد هو بالكنز وحده، فاشترى سمًّا ووضعه في الطعام، وفي الوقت نفسه اتّفق صاحباه على قتله عند عودته ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط، ولما عاد الرجل بالطعام المسموم قتله صاحباه، ثم جلسا يأكلان الطعام فماتا من أثر السمّ
(وهذا دليل من لا يرضى بالقليل لن يرضى أبدأ)
رائع جزاك الله خير
اللهم ارزقنا غنىً لا يطغينا وصحةً لا تلهينا
اللهم امين غنى النفس كنز لا يقدر بثمن وحياك الله عطرتي المقال بمرورك الكريم ?
جزاك الله الف خير
كلام في قمة الروعة
والنفس طماعة… لابد أن نعلمها القناعة
اللهم ارزقنا القناعة بما قدرته لنا وبشرنا بكل خير دنيا وآخرة
تحياتي