الكرم صفة إنسانية

بقلم : تهاني المعشي  

الكرم هو صفة إنسانية تعبر عن المشاعر الإيجابية نحو الآخرين وتتمثل في التصرف بلطف وعطف وعمل الخير للآخرين دون أي انتظار للمقابل. ويعتبر الكرم من القيم الأخلاقية الأساسية التي تعزز التعاون والتضامن بين الناس.
يمكن أن يتجلى الكرم في أشكال عديدة، مثل مساعدة الآخرين في الحصول على حاجاتهم، سواء كانت مادية أو معنوية، أو تقديم المساعدة للمجتمعات المحلية أو المحتاجين. ويمكن أيضًا أن يتم التعبير عن الكرم من خلال الإحساس بالتقدير والامتنان للآخرين وإظهار الرحمة والعطف في العلاقات الشخصية.
يتميز الأشخاص الكرماء بأنهم يتمتعون بشخصية مرنة ومتفتحة، ويشعرون بالرضا الدائم عندما يساعدون الآخرين. ولا يقتصر الكرم على تقديم المساعدة المالية، فبعض الأحيان يكون الدعم العاطفي والمعنوي هو الأكثر أهمية. ومن المهم الاعتراف بأن الكرم لا يتطلب دائمًا وجود موارد كبيرة، فغالبًا ما يكون النصيب الأكبر من الكرم هو الوقت والتعاطف والاهتمام.
يمكن للكرم أن يؤدي إلى زيادة السعادة والرفاهية في الحياة، حيث يشعر الشخص الكريم بالسعادة والشعور بالانتماء إلى المجتمع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكرم يمكن أن يحدث تأثيرًا إيجابيًا على
الكرم هو صفة إنسانية محببة لله تعالى ومحبوبة لديه، وقد أمر الله تعالى بالكرم في العديد من آيات القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” (البقرة: 2: 84)، وفي سورة الحجرات: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ” (الحجرات: 49: 15).
وقد وصف الله تعالى الكرم في سورة الضحى: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ، فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُنَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ” (الضحى: 93: 10-7).
وبالإضافة إلى ذلك، فقدو
وبالإضافة إلى ذلك، فقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تشجع على الكرم وتحث عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” (صحيح البخاري).
وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وإن من أبغض الناس إلى الله تعالى أضرهم للناس” (صحيح الترمذي).
ويمكن استخلاص العديد من الفوائد والأهمية للكرم، فهو يعزز العلاقات الإنسانية ويزيد من التعاون والتضامن بين الناس، كما يساعد في تحسين الصورة العامة للشخص ويجلب له النعم والبركة من الله تعالى. ويعتبر الكرم أيضًا من الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المسلمون، ويمكنها أن تحفز الآخرين على العمل بمثل هذه الصفات الحميدة.
وفي الختام، فإن الكرم هو صفة إنسانية محمودة ومحبوبة عند الله تعالى، ويمكن للإنسان أن يتحلى بهذه الصفة من خلال تقديم المساعدة للآخرين والتصرف بلطف وعطف وعمل الخير للآخرين دون أي انتظار للمقابل، والله تعالى هو الذي يجزي المحسنين

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى