رحلة الاستحقاق

في رحلة الاستحقاق والسعي يبحث المرء عن مركبة تقوده إلى أفضل الطرق والوجهات التي تخلق من أجله بصمة مميزة في عالمه ولكن في الآونة الأخيرة انتشر مفهوم خاطئ حول الاستحقاق. يرسخ في عقله المعنى الأول من الاستحقاق الذي يكمن معناه في الشعور العميق المتأصل للفرد بأنه يستحق الأفضل في حياته سواء في الأمور المادية أو الروحية وبأنه قادر على العمل لذلك، متناسيا كمالية المعنى للاستحقاق. فإن وعيك وإدراك قيمتك الحقيقة تكمن بقدراتك الذاتية في تحقيق أهدافك والوصول إلى نتائج مرضية على المدى البعيد.
مثل استحقاق المسميات الوظيفية يسعى الباحث عن العمل عن أعلى المناصب التي يتمتع فيها في عمله، وهذا الأمر من حقه لكن مجرد يقينه واستحقاقه لهذا المنصب لا يعني أن يستحقه وهو متحيز في منطقة الراحة لا يملك سوى أحلام دون سعي لتحقيقها. قبول الفرصة التي تأتيك اليوم رغم قلة استحقاقها قد تنشئ لك غدًا مهارة جديدة تحتاجها في منصبك الذي تستحقه. تذكر
كل طريق جديد تعبره نتائج عثراته ومشاق رحلته الصعبة ستكون طموحا وأحلاما ظننتها مستحيلة.
أوهام الاستحقاق كثيرة منها
شاب عاطل تأتيه فرصة عمل يرفضها بسبب ظنون خادعة تزين له البقاء في منطقة الراحة بحجة أن استحقاقه أعلى من ذلك، ينتهي به المطاف في محطة انتظار تحشدها البطالة والعجز المالي.
فتاة ترفض الزواج من رجل صالح ذي أخلاق حميدة
تحت نظرية وظيفته ليست من الوظائف المرموقة في المجتمع، فتبقى في محطة انتظار يتخللها الوحدة في انقضاء العمر.
هل يعقل أن يفضل الشخص البقاء في منطقة الراحة على قبول فرص كثيرة يجعلها الله في طريقه
فيضل مكتوف اليدين لا يسعى في سبيل تحقيق أهدافه بسبب رفع سقف توقعاته!؟
اختلفت الآراء في هذا الأمر لذا كل مسلم معتاد في سلوكيات حياته عندما يشتد الأمر يرجع هو وغيره من الناس في المنظور الديني تحديداً سيرة الرسول ﷺ
فنجد عبق ذكره الطاهر في منهجه، كان يعمل في رعي الأغنام والتجارة…طرق كل باب وجد فيه رزق من الله تعالى.المعنى المخفي الذي قد نجهله: القوة لم تكن مكبوتة في الفرص بقدر كيفية استغلالها
فرصتك اليوم هي مركز عبور وسبب في وصولك إلى منصبك الذي تستحقه من خلال اكتساب مهارات جديدة وخبرات لا تنتهي .
تذكر تجارب الحياة السابقة سواء على الصعيد المهني أو الشخصي ما هي إلا جبل صعدت على قمته فأصبح وجودك علم لا ينكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى