أَهمية الكتابة

بقلم / المحامية : عائشة العريفي  

قَالَ اَلْإِمَامُ اَلشَّافِي – رَحِمَهُ اَللَّهُ – ‏
اَلْعَلَمُ صَيْدَ وَالْكِتَابَةِ قَيْدَهُ ‏
قَيْدَ صُيودَكْ بِالْحِبَالِ اَلْوَاثِقَةِ
‏ فَمِنْ اَلْحَمَاقَةِ أَنَّ تَصَيُّدَ غَزَالَة
‏ وَتَتْرُكَهَا بَيْنُ اَلْخَلَائِقِ طَالِقَة ‏
مِنْ هُنَا يُظْهِرُ لَنَا أَهَمِّيَّةُ اَلْكِتَابَةِ لِحِفْظِ اَلْمَعْلُومَاتِ وَالْعُلُومِ اَلنَّافِعَةِ كَعِلْمِ اَلْفَلَكِ وَالطِّبِّ ‏وَالْهَنْدَسَةِ وَتَارِيخِ اَلْأُمَمِ وَأَمْجَادِهَا وَحِفْظٍا لِحُقُوقِ اَلْأَفْرَادِ وَشَرِكَاتٍ فِي اَلتَّعَامُلاتِ اَلْمَالِيَّةِ ‏وكِتَابَةَ اَلدِّينِ وَاجِبَةً ، وَصِيَانَةٌ لِلْأَمْوَالِ ، وَهَذَا مَا نَصَّ عَلَيْهِ نِظَامُ اَلْإِثْبَاتِ اَلصَّادِرِ ‏بِمَرْسُومٍ المَلَكِيٍّ رَقْم ( م / 43 ) وَتَارِيخُ 1443 / 5 / 26 ه قَرَارِ مَجْلِسِ اَلْوُزَرَاءِ رَقْمٍ ‏‏( 283 ) وَتَارِيخُ 1443 / 5 / 24 فِي اَلْمَادَّةِ اَلسَّادِسَةِ وَالسِّتُّونَ اَلْفِقْرَة اَلْأُولَى وَالْمَادَّةُ ‏اَلسَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ وَمَا أَكْثَرَ مَا تَضِيعُ اَلْحُقُوقُ فِي اَلْمَحَاكِمِ ، وَمَا أَكْثَرَ مَا يَظْلِمُ اَلدَّائِنُ ‏لِأَسْبَابٍ كَثِيرَةٍ ، مِنْ أَهَمِّهَا ثِقَةُ اَلدَّائِنِ فِي اَلْمَدِينِ اَلَّتِي غَالِبًا مَا تَكُونُ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا ، ‏وَاكْتِفَاؤُهُ مِنْهُ بِالْوَعْدِ بِالْوَفَاءِ لِلدِّينِ مِنْ أَجْلِهِ دُونَ أَنْ يُسَجِّلَ ذَلِكَ فِي عَقْدٍ مَوْثُوقٍ يُوَقِّعُ ‏عَلَيْهِ اَلْمَدِينُ وَشَاهِدَانِ عِدْلَانْ ، يُسَجِّلَ فِيهِ مِقْدَارُ اَلدِّينِ بِوُضُوحٍ ، وَيُذْكَرَ اَلْأَجَلُ اَلْمُسَمَّى ‏اَلَّذِي يَجِبُ عِنْدَهُ أَدَاءُ اَلدِّينِ مِنْ اَلْمَدِينِ إِلَى اَلدَّائِنِ . وَمَا ضَاعَ حَقٌّ، وَلَا اِنْتَشَرَتْ ‏مُظْلِمَةً، وَلَا نَدَمَ أَحَدٍ إِلَّا إِثْرَ إِهْمَالِ اَلنَّاسِ لِأَحْكَامِ اَللَّهِ تَعَالَى فِي شَرِيعَتِهِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ وَالْبُعْدِ ‏عَنْ مَنْهَجِهِا قَالَ تَعَالَى : فِي سُورَةِ اَلْبَقَرَةِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ ‏مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ ‏وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ ‏سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ ‏رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ ‏إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ ‏صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ ‏تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ‏وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ ‏شَيْءٍ عَلِيمٌ}..‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى