انتبهوا … إهمال التربية قد يسبب فشل زيجات الأبناء
تزايد عدد حالات الطلاق يوماً بعد يوم ليس بالأمر الهين وله أسباب عديدة التي يجب علينا دراستها والوقوف عليها كي نقلل من تزايد هدم الأسر ونكبح زمام الأمور بصورة سليمة فإستقرار الأسر وتماسكها من أهم مقومات القوة في بناء المجتمعات ، وبالكفة المقابلة عدم الاستقرار الأسري له عواقب وخيمة وينتج عنه ركاكة وضعف في المجتمع والعلاقات المجتمعية .
وقد لوحظ ازدياد حالات الطلاق في فئة الشباب وانها أكثر ازديادا وأقل استمرارا وخاصة في السنوات العشر الأخيرة ، مع التوسع الإعلامي وازدياد مواقع التواصل وتغير الحالة المعيشية والاجتماعية في المجتمعات وبهذا المقال نركز على إحدى أهم ( أسباب الفشل في زيجات الأبناء ) ألا وهو إهمال التربية من قبل الوالدين وضعفها للأبناء وقد يدهش هذا السبب الكثيرين وبالمقابل سيكون هناك الكثيرين ممن يؤيدونه وكما يقول المثل (ان عرف السبب بطل العجب )
وهنا نبدأ منذ البداية فإن أول علاقة اجتماعية يراها ويعيشها الطفل في الأسرة هي علاقة والده ووالدته
وهو عملياً يتعلم مما يراه من معاملتهم مع بعضهما البعض فإن كانت معاملتهم لبعضهم على أساس من الحب والتعاون والاحترام المتبادل ثبت ذلك في عقله وتشرب من هذه العلاقة وبنيت عليه شخصيته ، وان كانت العلاقة بين والديه ركيكة مبنية على نزاعات قائمة وحقوق ضائعة وإسلوب نقاش غير سليم أو عنف تربى وتشرب من هذه العلاقة وفي كلا الحالتين يكون تأثره منها مؤثراً على بناء شخصيته وتعامله مع الآخرين .
ان كان المتأثر شاباً تربى على رؤية السلبيات في حياة والديه وطريقتهما في تنقيص قدر كل منهما للآخر او وجود عنف أسري يكبت ذلك في نفسه وان تزوج فغالباً سيطبق ما قد رآه وتعايشه في صغره في حياته الزوجية وهنا تأتي في الغالب بدايات الانهيار وفشل الزيجات عند تطبيقنا لا ارادياً لسلوكيات موروثة زرعت فينا من اقرب الناس والعلاقات .
وكما الشاب فإن الفتاة تتأثر بما تراه بل قد يكون تأثرها أعمق وأكبر فإن تربت في وسط مثل السابق سيكون مصيرها الخوف او الكره من فكرة الزواج وقد تلغي الفكرة تماماً فهي لا تريد ان تعيش حياة بائسة تحت سيطرة من سيكون عليها .
ولكن ان تربى الأبناء في ظل والدين متفهمين وعلى قدر من التعاون ويحملون هم مسؤولية الأبناء والأسرة اختلف الأمر تماماً .
فالتربية ليست دروس سمعية نرددها على آذان أبناءنا كنصائح ومثل ولكنها حياة تطبيقية يعيشونها من خلال رؤيتهم لكم …ولهذا المقال بقية فالموضوع مهم ويحتاج إلى إعادة النظر من الوالدين في تربية الأبناء والاهتمام بعلاقتهم امامهم .