ابجديات الكتابة ..الخطوة الأولى
كانت بدايتي في عالم الكتابة بسيطة، أقرب إلى شخبطة قلم أو خواطر متفرقة، كتبتها لأعبر عن مشاعري وأفكاري بدون ترتيب أو هدف. كانت تلك اللحظات تحمل الكثير من العشوائية، كأنني أجمع أفكاري المتناثرة في دفتر يومياتي. لم أكن أتوقع يوماً أن تصبح الكتابة جزءاً أساسياً من حياتي، بل كانت مجرد هواية للتنفيس عن ضغوط الحياة.
حتى جاء ذلك اليوم الذي أشرقت فيه شمس قلمي. كان يومًا حاسمًا عندما قررت أن أشارك أول مقال لي. شعرت بالحماسة، ولكني فوجئت عندما رُفض نشر المقال لأنه يفتقر إلى الأسس السليمة للكتابة. لم أحبط، بل كان هذا الرفض بمثابة الشرارة التي أشعلت بداخلي الرغبة في التعلم والتطور.
حينها، استشرت إعلامياً متميزاً ورئيس تحرير ذي خبرة، وكانت تلك الجلسة نقطة تحول حقيقية في مساري. أهداني ببعض التوجيهات الأساسية التي شكلت لي ركائز للكتابة. تعلمت كيف أختار الموضوع وأبني الفكرة بوضوح، حتى أصل إلى خاتمة تترك أثراً في ذهن القارئ. تلك اللحظة كانت بمثابة ولادة جديدة لقلمي، وشغفي بالكتابة ازداد.
أصبحت أكتب كلما شعرت بضغط أو توتر، حتى أصبحت الكتابة متنفساً حقيقياً لي. بدأت أستفيد من هذا المجال في عملي كمستشارة أسرية وتطوير مهارات الحياة، حيث وجدت أن الكتابة يمكن أن تكون أداة علاجية فعالة.
أبحرت في هذا المجال ووجدت فيه نفعاً على الصعيد الشخصي ومن خلال توجيه الآخرين لكتابة مشاعرهم وتجاربهم. كتبت العديد من المقالات المهنية والاجتماعية، وأنجزت سلسلة من الرسائل الاجتماعية والتربوية التي أُقدّرها.
أصبحت أكتب بشغف، ليس فقط لأن الكتابة أصبحت جزءاً من هويتي، بل لأنها أداة تعبيرية تتيح لي أن ألامس قلوب الآخرين وأشاركهم تجاربي وأفكاري. قلمي بات صديقي، وكتاباتي أصبحت رسائل حب إلى العالم.
فشكرًا من القلب لذلك الشخص الذي كان بحسن توجيهاته ودعمه الصادق السبب في أن أخطو خطوتي الأولى في عالم الكتابة. شكرًا للإعلامي المتميز سلطان الدوسري، الذي منحني من وقته وخبرته ما جعلني أؤمن بقدرتي على التحليق في فضاءات الكتابة. بفضل توجيهاته الحكيمة، تعلمت أن الكتابة ليست مجرد كلمات تُسطّر على الورق، بل هي رحلة من الإبداع والبحث عن الذات، ورسالة أُوجهها لكل من حولي.
لقد كانت تلك اللحظة بمثابة انطلاقة جديدة، وأصبح قلمي يجري بحرية وثقة أكبر. فشكرًا لك، سلطان، على فتح الباب أمامي لأعيش شغفي وأُعبر عن نفسي، ولأكون كاتبًا يشارك العالم أفكاره ومشاعره.