الرياضة السعودية: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل

بقلم / فايز عبدالله الأسود  

شهدت الرياضة السعودية خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية، حيث أصبحت محط أنظار العالم بفضل الاستثمارات الكبيرة والإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى تعزيز مكانتها على الصعيدين المحلي والدولي من خلال رؤية عالمية ممكنة وواضحة المعالم لم تغفل الجانب الرياضي بل وضعته احد اهم مستهدفاتها . ومع ذلك تظل هناك تحديات تواجه هذا القطاع وأيضاً في الوقت ذاته، تبرز الكثير من الفرص الكبيرة التي ستجعل الرياضة السعودية من بين الأفضل عالميًا إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل.
اما بالنسبة للتحديات فيظهر أولاً البنية التحتية الرياضية
وهنا لا نتكلم عن الملاعب فقط ولكن عن كامل البنية التحتية الرياضية الممكنة لإخراج أفضل رياضيين من جانب مع العائد المجزي على الإستثمار فيها باستضافة أحداث وجلب جماهير وسياح والإستفادة منها طول الأسبوع وليس فقط أثناء المباريات وطول السنة وعدم الإقتصار على الموسم مثل ملاعب كامب نو الخاص ببرشلونة والبيرنابيو الخاص بالريال وحتى توتنهام الجديد ومعظم لاعب اندية اوربا فالملعب يدر دخلاً مجزياً طوال العام من خلال متحف النادي وتأجير محيط الملعب ومتجر يعرض متعلقات النادي هذا لا يجعلنا نغفل عن وجود تطورات ملحوظة في تحسين المنشآت الرياضية والإعلان عن ملاعب لكأس العالم واسيا إلا أن بعض المناطق لا تزال تعاني من نقص البنية التحتية المناسبة لاستضافة بطولات كبيرة أو لتوفير بيئة تدريب متقدمة للرياضيين في كل الرياضات .
ايضاً هناك نقص في الأكاديميات المتخصصة حيث تشكل الأكاديميات الرياضية الأساس لتطوير جيل جديد من الرياضيين. إلا أن المملكة تعاني من نقص الأكاديميات المتخصصة التي تركز على تدريب الناشئين بمستوى عالمي. لو تم استثناء اكاديمية مهد التي اسست على احدث المواصفات العالمية بتبني كامل من الحكومة وهذا يدعونا لحث القطاع الخاص للدخول بهذا المجال وحث الخطى لاقتناص الفرص وتكامل الجهود والإستفادة من العائد المتوقع الكبير بهذا الحقل و على سبيل المثال، تقدم الأكاديميات الأوروبية مثل “أكاديمية كليرفونتين” في فرنسا و”لاماسيا” في إسبانيا نماذج رائدة يمكن لنا أن تحتذي بها.
ومع تزايد المنافسة في الساحة الرياضية الدولية التي تزداد شراسة، خاصة مع تزايد استثمارات الدول الأخرى في هذا المجال. رغم ان الأندية السعودية بدأت مؤخرًا في استقطاب نجوم عالميين، ولكن تحقيق النجاح يتطلب وقتًا، وصبرًا، وخططًا طويلة الأمد.
نقول كل هذا بسبب اننا نعلم ان قيمة سوق الرياضة العالمي تتجاوز 500 مليار دولار سنويًا، مما يوضح حجم الفرص المتاحة للاستثمار في هذا القطاع.
وع سبيل المثال الدوري الإنجليزي الممتاز يجني أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا من حقوق البث التلفزيوني، ما يوضح أهمية تحسين مستوى الدوريات المحلية وزيادة شعبيتها عالميًا.
والسلام ختام
اخوكم / فايز عبدالله الأسود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى