نحو الكُتب

لطالما شعرتُ أن الكُتب جديرة بأن يُكتب عنها في كل زاوية، وكل افتتاحية، وكل مبدأ، وكل نهاية يختم بها. فما نحو الكُتب سوى الدهشة التي تجعلنا نشعر أن العالم يستحق المحاولة والبحث لأجله دائمًا، والنظر إلى كل زاوية فيه، وبث الطمأنينة في النفس المتشككة. الكُتب تجعلنا أقوى مما نحن عليه.
بممارستها، تجعلنا نصد كل عبارة أو رأي جاهل لا مصدر له. ولا نفتخر بتلك الكُتب المتكدسة أبدًا، بل نشعر أن أمامنا خطًا طويلًا، ونعلم جيدًا الحقيقة المُرة: سنفنى قبل أن نتم إكمالها، لكننا ندفع أنفسنا إليها وكأنها طوق النجاة الأخير.
الكُتب ملجأنا الأول والأخير. مهما ابتعدنا عنها أو قصرنا تجاهها، لا تشعرنا بالذنب، ولا تحبطنا إذا صادفنا فتور القراءة. بل تتمهل وتنتظرنا لتنقلنا إلى عالم آخر، أشخاص آخرين، مدن أخرى، ومشاعر جديدة.
عندما تدخل في عالم الكُتب، ستدخل في دوامات لا حصر لها، ولن تتوقف رغم ألمها وفرحها وعمقها. لا تريد الخروج منها، ومهما بكيت، ستواصل معها، لأن البكاء الوحيد للكتب هو حتمًا مفيد.
عالم الكُتب عالم آسر، عالم لا حصر له. وإن أردت أن تدخل في العمق، فعليك بحضور مناقشات الكُتب والبحث عن قراء يتشاركون هذا المجال بدقة، حتى تُغرم بالكُتب جيدًا.
عليك أيضًا مناقشة الكُتب مع أصحاب دور النشر والمكتبات، فلديهم خلفية تفتح لك الآفاق والمغامرة بكتب وكُتّاب جدد، وإتاحة الفرصة لكل من كتب.
القراءة إعادة تصحيح للذات.
القراءة قوة.
القراءة انطلاق نحو العالم الذي يصعب الوصول إليه.
الكُتب تمنح شعورًا لا يمكن أن تجده في أي مكان.
الكُتب تُلهمك للنهوض.
الكُتب لا يتوقف عنها الكلام، بل نحن من نتوقف.
رهيييييييب!
الله يوفقك يارب ونشوف اسمك بكل مكان ❤️