حسين بن علي العلي يكتب لـ”درة” | العمل الخيري بصمة نجاح لجهود المملكة في موسم حج هذا العام

يأتي موسم الحج كل عام ليؤكد قدرة المملكة العربية السعودية على إدارة أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم، وقد أثبتت المملكة عامًا بعد عام أن النجاح لا يكون إلا بتكامل الجهود الرسمية والشعبية وفي مقدمتها العمل الخيري الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من منظومة الحج. وفي موسم حج هذا العام 1446هـ، تجلت مرة أخرى صورة النجاح والتنظيم المحكم، حيث بلغ عدد الحجاج 1,673,230 حاجًا، منهم أكثر من 1,506,000 من خارج المملكة، وقرابة 167,000 من الداخل، مما أتاح التركيز على جودة التجربة الدينية والإنسانية لكل حاج.
ويأتي ضمن هذا النجاح الكبير، دور العمل الخيري والتطوعي كرافد محوري أسهم في تقديم خدمات مباشرة ومؤثرة للحجاج. فقد شاركت جمعية هدية الحاج والمعتمر عبر 190 مركزًا خيريًا في مكة والمشاعر بتوزيع أكثر من 8.5 ملايين عبوة مياه وعصائر، ونحو مليون وجبة غذائية، بينما وفرت جمعية سقيا الحجاج 15 مليون عبوة ماء عبر فرقها الميدانية. وعلى صعيد العمل التطوعي، أسهم أكثر من 550 متطوعًا من هيئة الهلال الأحمر في تقديم الخدمات الإسعافية، وشارك 650 متطوعًا ومتطوعة من 30 جامعة في البرنامج الصحي التطوعي “درهم وقاية”، فيما بلغ عدد المتطوعين ضمن مبادرة تعليم المدينة المنورة أكثر من 1,500 مشارك. أما المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، فقد أطلق مبادرة “تطوعنا طبعنا” مستهدفًا إشراك 25,000 متطوع ضمن رؤية المملكة لتعزيز العمل التطوعي في خدمة ضيوف الرحمن.
كل هذه الجهود المجتمعية لم تكن تكميلية بل شكّلت عنصرًا أساسيًا في نجاح منظومة الحج، مدعومة برؤية واضحة من القيادة السعودية. وقد تابع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان سير أعمال الحج بكل حرص، حيث قام ولي العهد بزيارة ميدانية لمبنى القيادة والسيطرة، في تأكيد رمزي على أن خدمة الحجاج شرف تتكامل فيه جهود الدولة والمجتمع.
ويمكننا إجمال القول بأن نجاح المملكة في حج هذا العام هو ثمرة هذا التكامل، حيث كانت بصمة العمل الخيري والتطوعي واضحة في كل ركن من أركان المشاعر، فشكرًا لخادم الحرمين وشكرًا لولي العهد، وشكرًا لكل من أسهم في إنجاح هذا الموسم المبارك.