مها العزيز تكتب لـ”درة” | القرار الحاسم

قرار الزواج ليس قراراً عادياً كبقية قرارت الحياة فإختيار شريك الحياة قرار مصيري يتحتم التروي فيه ، والموفق من عرف أهدافه من الزواج ووضعها نصب عينيه واختار شريك الحياة على أساس أهدافه .
فالزواج ، ليس قرارً مؤقتاً تأخذه بعجل متغاضياً عن أهمية نتائجه بل هو ارتباط حياتين مختلفتين بحياة واحدة وتحت سقف واحد ، فيجب ان يتطلع كلاهما على افكار الآخر وتتقارب وجهات النظر وتكون لكلا الطرفين رؤية واضحة غير مبهمة عن حياتهما وما ستكون عليه بعد الارتباط ، و تكون تلك المرحلة في البدايات وقبل اتخاذ قرار الارتباط الفعلي .
وقد تساهل كثيرين في هذه النقاط المهمة وتساهلوا في فك الارتباط إلى ان زادت الأحصائيات لنسب الطلاق وتشرد الأبناء من بعد ، ولتفادي ذلك يجب أن نقدس هذه العلاقة التي أسماها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ب( الميثاق الغليظ) وذلك ليبن قدسية هذا الارتباط وقوته ومتانته وينبه الزوجين على عدم التساهل فيه ويحفزهم على التمسك بهذا العهد مهما كانت عواصف الحياة ، وعلى من يقدم على هذا الارتباط ان يتروي ويحسن اختيار شريكه اعتماداً على أهداف أساسية تكون موجودة بشريكه وليس اختياراً بناء على مؤثرات زائلة تزول بمرور الوقت كالإعجاب بالشخصية او المظهر الخارجي أو المنصب ، والذي يخفت بريقها ويضيع مع مرور الوقت او زوال المؤثر ، عوضاً عنه يجب ان يكون التركيز عند الإختيار بإلاهتمام بمواصفات ومميزات تتواجد بالشريك كصفاته التي يتميز بها ، رجاحة العقل والاتزان والتوافق والانسجام العقلي المتبادل على اختيارات وقرارت حياتهم في المستقبل .
والتي منها قرارت حتمية بنَّاءة تعتبر لبنة أساسية لزواج ناجح ، كوضع النقاط المشتركة للحياة بعد الزواج ووضع نقاط متفقة لتربية الأبناء والذين هم استثمارهم الحقيقي بالمستقبل .
الزواج مطلب أساسي لإستمرارية الحياة فهو يفي بإشباع الغرائز الفطرية بالطريقة السوية وجعل حياة الإنسان في هدوء وسكينة واطمئنان ويكمن سره في ( اختيار الشريك المناسب )
لذا فكر واستخر ووضح تفكيرك لمن ستختاره ليكون شريكك واعرف وجهة نظره فقد تتفقان وقد تختلفان فالأفضل أن يعلم كلاكما عن الآخر قبل ان تتخذا قرار الارتباط وليكن قراركما على بينة واضحة قراراً حاسماً موفقاً لا رجعة فيه .