رحمة الجذور الطيبة

بقلم / عيدة العنزي  

من تكريمات المرء في النفس البشرية، أنه أُعطي حقوقًا بجميع مراحله العمرية، فجاء المنهج النبوي الشريف يوصي برحمة الصغير، وتوقير الكبير، لتظل الأخلاق الكريمة هي السائد في المجتمع. عند الرجوع إلى مراحل عمر الإنسان نجد أنه يتفرع إلى ثلاث مراحل، كلٌّ منها تحمل شكلًا من أشكال الحياة:
بدايةً من الطفولة التي كزهرة صغيرة توشك أن تتفتح، يلونها الفضول، وتحفّها رعاية الوالدين يغمرها حب الأستكشاف ما حولها لتتعلم كيف تمسك بالحياة بخطوات بطيئة لكنها ملحوظة.

ثم تأتي مرحلة الشباب، المرحلة الأجمل والأكثر امتلاءً بالحياة. الشمس التي تشع في سماء المجتمع.
حيث تُصنع الإنجازات وتُولد الأحلام، ويكون العقل مدينة للمعلومات، والجسد آلة للإنجازات. هي الورقه الرابحة في التقدم نحو مستقبل مشرق من خلال الإنجازات والابتكارات وجميع ما يقدم من فوائد تعود على المجتمع من خلال قوة الشباب العقلية او الجسمية

وأخيرًا، نصل إلى مرحلة كبار السن ” بركة العائلة”.
أولئك الذين أرتسم الزمن على ملامحهم تجاعيد تثبت عمق الرحلة ،وصار بياض الشعر حكاية عمر
تحكي عن تفاصيل تاريخيّة شيقة .
أولئك الذين قد نصل إلى مكانتهم يوماً ما فنُسأل عن وقتنا وعمرنا كيف أمضيناه ؟!

في تغير الحقبة الزمنية في المجتمع بدأت صراعات حضارية مابين الفئات العمرية بالرغم من تلك الصراعات تبقى الرأفة والإحترام هي السائد بينهم .
في كل منزل من بين عشرات المنازل مهما اختلفت تفاصيله، هناك قلبٌ مسنّ.
قد يكون أبًا، أمًّا، جدًّا، أو جدة…
يبتسم رغم الألم، ينسى أحيانًا أسماء أحبّته، لكن قلبه لا ينسى من أحبّهم يومًا.
من المؤلم أن تدرك أن حبك لهم لا يمنع مرور الزمن عليهم، وأنك مهما حاولت، لن تستطيع حمايتهم من تقدّم العمر، ومن النهاية التي نعلم جميعًا أنها قادمة.
كلما تضعف الأجساد ،يزداد الرأس شيباً وتخف الذكريات، تبقى الرحمة الأم الحاضنة،هي الوصية الأبدية لجذورك الطيبة. إن أردت راحة لا تنفذ،وأبواب البركة لا تقفل ، يزهر الرزق، ويُنير الله لك دروب الحياة.
فكن ابنًا بارًا، حفيدًا عطوفًا، إنسانًا بشوشاً .
تذكّر أن الكبار في أعمارهم هم
من كانوا سبباً في قوتك الآن
فكن ملاذًا لمن كان يومًا ملاذك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى