السعادة لمن أجاد..فن التجاهل التكتيكي

بقلم / مها العزيز  

التجاهل صفة إيجابية وفن من فنون السلوكيات لا غنى عنه ، من اجاده حصل على نصف سعادته وحل نصف مشاكل حياته .
وهي صفة محمودة وإن كان البعض يتقنها بطريقة سلبية وقد تكون ضرورية في أحياناً كثيرة ليعيش الانسان في هدوء نفسي وتعايش سلمي.
وقد وضع نيوتن قانونه الفيزيائي وجاءت دراسات علم النفس لتوضح عن ردود أفعال البشر بأن ( لكل فعل ردة فعل مساوية له وبعكس الاتجاه ) وهذا مانتلمسه في حياتنا اليومية والعملية فنحن جزء من مجتمع لايخلو بعض أفراده ممن يحملون سمات سلبية تثبت وجودهم في أعالي سلم الاستفزاز وحيازتهم لأدوات خاصة بذلك وهذا بسبب عدم توازن شخصيتهم ونفسيتهم المضطربة وشعور النقص الذي يملأهم و الذي يجعلهم في حرب دائمة مع الآخرين ليختلقوا المشاكل التي تثير المعمعة ويوجهونها لمن يحيطهم من أشخاص متميزين وسعيدين بحياتهم ، يحاولون من خلال شعور النقص الذي يتملكهم بإثارة البلبلة النفسية لدى الشخص المتميز والسعيد ظناً منهم بأن ذلك سيزعزع ثقة المتميز وأن يتراجع بسبب كلامهم أو سلوكهم السلبي معه وإن تكرار ذلك على مسمعه سيأتي بالنتيجة التي يرغبون بها وهي تدمير نفسية الآخرين ، وإن تجاوب معهم أحدهم برد فعلي أو قولي يسعدوا وكأنه انتصار كبير لهم بخرقهم لسور الحماية لديه واستطاعتهم لإشعال فتيل القلق في نفسه وحياته ، لذا وجب علينا المواجهة لمثل هؤلاء بإجادة فن التجاهل وجعله من أحد سلوكياتنا المهمة لمواجه مثل هؤلاء الأفراد فسلامة نفوسنا وسعادتنا أهم بكثير من أن نجازف فيها لمن يتعمد هذه الإثارة وليسلم الإنسان من الانجراف بعمل سلوكيات قد لايحب أن تصدر منه خاصة اذا استرسل بالرد عليهم فلكل منا قوة احتمال مختلفة وقد يأتي الرد بطريقة لايرغب فعلياً أن يرد بها .
يقول الاديب والشاعر الشهير جبران خليل جبران في مقولة شهيرة له ( التجاهل انتقام راق، وصدقة جارية على فقراء الأدب) و دون الأديب والفيلسوف البريطاني الشهير جورج ماكدونالد مقولته عن التجاهل بقوله( التجاهل وقت الغضب ذكاء، والتجاهل وقت المصاعب إصرار، والتجاهل وقت الإساءة تعقل)
لذا تكمن أهمية التجاهل في مثل هذه الأمور والمواقف.
ورغم ذلك لاينفع التجاهل مع الجميع فقد يتجاوز المتعدي حدوده ويكررها رغم التعامل معه بصفة التجاهل وقتها يلزمنا العمل بنوع آخر من التجاهل يعرف بعلم النفس بالتجاهل التكتيكي وهو عمل جدولة وخطة مقصودة والعمل بها تجاه الشخص السلبي المقصود.
فمهما أصدر من أقوال أو أفعال سلبية تجاهنا لانظهر لها من طرفنا أي ردة فعل وكأننا لسنا متواجدين معه بنفس المكان وكأن هذا لايعنينا بشي مما يجعله يتوقف عن التمادي والاستمرارية في سلوكه المنفر لرؤيته بعدم تأثرنا به .
فلنجيد بالفعل هذا الفن ( التجاهل التكتيكي ) لننعم براحة النفس وسعادتها بتجنبها مثل هذه التوترات فنفسيتنا أثمن من أن يتعدى عليها أحد من نماذج السلبيين.

تعليق واحد

  1. ‏لا تجعل الشخص السلبي أكبر همك ‏لانه مع مرور الزمن يجعلك تمشي خلفه ويجعلك سلبي لذلك لا تكون اذنك مصغيه له ‏امشي في طموحك ‏وجعله يتكلم حيث ما شاء وسوف يرى التقدم فيك حتى لو بعد زمن وسيندم على الأفكار السلبية التي كان يرميها عليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى